في مقدمتها “البراني”.. مسلسلات تضرب قيم المجتمع عرض الحائط

في مقدمتها “البراني”.. مسلسلات تضرب قيم المجتمع عرض الحائط

تعددت الخطابات في الأعمال الدرامية التي يتم عرضها حاليًا على القنوات التلفزيونية الجزائرية، فمنها ما يركز على منطلقات الفساد والجريمة المنظمة، مثل مسلسل “الرهان”، الذي أخرجه المصري محمود كامل، وتقوم بعرضه قناة “النهار”.

ومن بين الأعمال الأخرى التي أثارت الجدل أيضًا، مسلسل “البراني”، للمخرج يحيى مزاحم، الذي تم عرضه على قناة “الشروق”، ويسرد حسب ما جاء في ملخصه: “دراما عائلية في سياق جزائري خالص، حول ثلاثة إخوة اتبعوا مسارات مختلفة في الحياة، مركزًا على موضوع الحوار في العائلة الجزائرية والعلاقات المعقدة بين الإخوة وأجواء الجريمة المنظمة”.

كما أن هنالك أعمالًا درامية أخرى كثيرة، من بينها “دموع لولية” لنجيب أولبصير، و”انتقام الزمن” لإدريس بن شرنين، و”دار لفشوش” لجعفر قاسم، و”ماينا” لوليد بوشباح، و”حياة” لبشير سلامي، و”حداش حداش” لأسامة قبي، و”البطحة” لوليد بوشباح، وغيرها من الأعمال الدرامية والسلاسل الفكاهية بمواسمها المختلفة.

وتعاني معظم الأعمال المذكورة من مشكلة أساسية، وهي غياب السيناريو المتكامل، وهو المنطلق الأساسي لنجاح أي عمل، والنجاح هنا ليس في نسب المشاهدة المرتفعة، طبعًا هذا عنصر من عناصر النجاح، لكن الانتصار الحقيقي هو في القيمة المضافة التي يحققها العمل، من ناحية الموضوع المطروح، أو المعالجة الإخراجية والقيمة الفنية، لهذا وجدنا أن معظمها يسبح في برك فكرية وفنية ضحلة وفجة، تتراوح مواضيعها بين المخدرات والعصابات والسجون والشجارات والمواجهات الشبابية والعلاقات الغرامية، أي تستمد مواضيعها من الشارع وتعيدها له، في حين تم تناسي المشاكل الأساسية للمجتمع، وهي الفئة الأساسية التي يتم من خلالها توليد الدراما الحقيقية، والتي تنتج الصراع وتتسرب إلى القلوب وتبقى فيها.

وتحدث معظم هذه المعضلات الأساسية في سيناريوهات تلك الأعمال، انطلاقًا من أن كثيرًا منها جاء عن طريق الكتابة الجماعية، أو الشراكة الثنائية، أو أكثر، خاصة مع دخول المخرج كطرف فيه، سواء كان صاحب فكرة، أو قصة، وهو المعطى الذي تم بموجبه تغييب الكتاب المختصين وتجاهلهم، وعدم اعطائهم الفرصة المناسبة لإظهار مواهبهم وحرفيتهم في هذا المجال، كما أن هنالك جهات تحاول تضييق هذه الدائرة وعدم الاعتماد على الأسماء الجديدة، ليس لأنها لا تملك الخبرة، أو الموهبة، بل لأن أعمالهم المكتوبة لا تقرأ أصلًا، ولا يتم مراعاة جهد كتابة سيناريو من العديد من الحلقات، من هنا بات يتم الاعتماد على آليات كتابة غير مجدية، ما حوّل الكتابة الدرامية إلى ميدان مليء بالثغرات الفنية وشبهات الفساد.

ب\ص