في معادلة لا تصح في حال عكسها… سعادة الرجل تعتمد على إبقاء زوجته سعيدة

elmaouid

توصل علماء اجتماع بعد دراسة الحياة اليومية لآلاف المتقاعدين المتزوجين إلى أن سر سعادة الرجل في هذه المرحلة هو إبقاء زوجته سعيدة بحياتها الزوجية.

أظهرت دراسة أجراها فريق من كبار علماء الاجتماع الأمريكيين أن بمقدور حتى الرجل الذي لا يعتبر زواجه ناجحاً أن يتمتع بدرجة عالية من السعادة إذا كانت زوجته راضية على الجبهة المنزلية. ولكن العلماء فوجئوا بأن العكس ليس صحيحاً وأن المرأة التي لا تعتبر زواجها ناجحاً لا تكون سعيدة في نواح أخرى من حياتها إذا أبقت زوجها سعيداً في البيت.

ويرى العلماء أن السبب يتمثل في أن المرأة التي تعتبر زواجها ناجحاً تعمل على العناية بزوجها، بما في ذلك تولي مهمة الطهي لإطعامه وأخذ الأعباء المنزلية على عاتقها وبذلك تحسين نوعية حياته العامة. كما أن المرأة السعيدة بزواجها تحرص على دغدغة “أنا” الرجل بالمديح والإطراء بدلا من إشهار المكنسة بوجهه، كما في الصورة النمطية للمرأة غير السعيدة بزواجها.

وقال العلماء إن الرجل على النقيض من المرأة يعتمد “مقاربة صامتة” في التعامل مع القضايا العاطفية ولا يبوح للزوجة بمشاعره، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وأشارت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة “الزواج والعائلة” الأمريكية إلى أن هذه الأدوار المختلفة في حياة الزوج والزوجة تعني تباين ردود أفعالهما وموقفهما من حالة زواجهما.

 

علاقة قوية بين السعادة ونوعية الزواج

واستخدم فريق العلماء بقيادة البروفيسورة ديبورا كار من جامعة راتغرز الأمريكية بيانات جُمعت عن الحياة الزوجية لنحو 18 ألف شخص منذ أواخر الستينيات.

ومن بين الأسئلة التي طُلب من الأزواج والزوجات الإجابة عنها عدد المشادات الكلامية ومعدل تواترها وما إذا كان أحدهما يفهم الآخر أو يثيران أعصاب أحدهما الآخر. وأظهرت الدراسة أن هناك بالنسبة للجنسين علاقة قوية بين نوعية زواجهما ودرجة سعادتهما.

وقال العلماء “إن قوة العلاقة بين تقييم الرجل لنوعية زواجه وسعادته تعتمد على تقييم المرأة لزواجها وأن الرجل الذي يرى أن زواجه فاشل يتمتع رغم ذلك بدرجة عالية من السعادة في حياته إذا كانت الزوجة تعتبر زواجهما ناجحاً ولكن نمطاً مماثلا لم يظهر بالنسبة للمرأة”.

ونقلت صحيفة “الديلي تلغراف” عن الباحث هاري بنسون من مؤسسة الزواج للأبحاث “أن هناك دراسات كثيرة تقول إن الأم السعيدة تبني عائلة سعيدة ولكن هذه نتيجة مثيرة للاهتمام لأنها تقول إن تأثير الأم هذا يبقى محسوساً حتى بعد أن يكبر الأطفال ويغادروا بيت العائلة”. وأكد الباحث بنسون أن الأم هي محور العائلة وركيزتها وإذا كانت سعيدة، فإن العائلة كلها تعمل بصورة حسنة. وأضاف “أن هذا يوجه رسالة إلى الرجل بأن عليه أن يهتم بزوجته ويتأكد من كونها سعيدة”.