في مؤلفه الجديد… نجيب سيدي موسى يقدم قراءة مغايرة لمسار الحركة المصالية

في مؤلفه الجديد… نجيب سيدي موسى يقدم قراءة مغايرة لمسار الحركة المصالية

في كتابه “الجزائر نظرةٌ أخرى إلى الاستقلال: مسارات ثورية لأنصار مصالي الحاج”، الصادر حديثاً عن “منشورات البرزخ”، يحاول الباحث الجزائري في العلوم السياسية، نجيب سيدي موسى (1982)، تقديم قراءةٍ مغايرة لمسار الحركة المصالية منذ خمسينيات القرن الماضي ووصولاً إلى ما بعد الاستقلال، متوقّفاً عند أبرز المحطّات في تاريخ مصالي الحاج؛ بدءاً بتأسيسه “نجم شمال إفريقيا” في العشرينيات والتحالفات التي عقدها مع أحزاب اليسار الفرنسي، ثمّ قيام “حركة أنصار الحريّات الديمقراطية” عام 1946 في أعقاب حلّ “حزب الشعب”، وهي الفترة التي شهدت أيضاً تأسيس “جمعية النساء المسلمات الجزائريات” برئاسة مامية شنتوف ونفيسة حمود.

ويتوقّف المؤلّف مطوّلاً عند أزمة “حركة انتصار الحريات” صيف 1954، والتي أدّت إلى انشقاقها وابتعاد مناضليها عن الأحزاب السياسية، مُعتبراً أنّ ذلك كان بمثابة نهايةٍ لـ “عشرية الأحزاب”؛ حيثُ اختفى أيضاً كلّ من “الاتحاد الديمقراطي للبيان” و”الحزب الشيوعي الجزائري”، في فترةٍ شهدت اقتناعاً أكبر لدى الجزائريّين بأنّ الكفاح المسلّح هو الطريقة الوحيدة لأخذ الاستقلال.

ومن خلال اعتماده على مراسلات مناضلين ومحاضر اجتماعات المكتب السياسي للحركة، يُخصّص الكاتب مساحةً واسعة لفترة ما بعد اندلاع الثورة وتأسيس “الحركة الوطنية الجزائرية” والنزاعات المسلّحة مع “جبهة التحرير”، والتي استمرّت إلى بداية الستّينيات، مع حدوث محاولات تقارب بين الفريقين لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تنفّذها “المنظّمة المسلّحة الخاصّة” الفرنسية، وهو التقارُب الذي لم يحدث أبداً؛ فبعد الاستقلال، مُنع الحزب من العودة، ما دفع بمناضليه إلى ممارسة العمل السياسي السرّي.

ب/ص