بحث وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، مع مسؤولين أمريكيين في العاصمة واشنطن، سبل إيجاد حل سياسي في ليبيا، حيث أكد البلدان على تمسكهما بهذا الخيار الذي ترافع له الجزائر في كل المحافل
الدولية.
وأبلغ الوزير عبد القادر مساهل خلال زيارته واشنطن، الجمعة، مساعدة كاتب الدولة الأميركي المكلفة بالشؤون السياسية والعسكرية ينا كايدانوف ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، ورئيس لجنة الاستعلامات بغرفة النواب الأمريكية ديفن نونيز، بتطورات مسار التسوية السياسية في ليبيا، وبهذه المناسبة أعربت الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية عن تمسكهما باستقرار ليبيا وضرورة إيجاد حل سياسي يسمح لمجموع المنطقة بمواجهة التحديات والتهديدات الموجودة خاصة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، كما تطرق المسؤولون إلى الوضع في منطقتي المغرب العربي والساحل، لا سيما في ليبيا وآخر التطورات التي يعرفها البلد والمسارات السياسية للتسوية. وأشار الوزير عبد القادر مساهل إلى الجهود التي تبذلها الجزائر في إطار تسوية الأزمة في ليبيا، فضلا عن مواقفها من مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف وكذا محاربة الهجرة غير الشرعية.
مساهل: الجزائر أرض سلام ومرحبة بكل الديانات
أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، بواشنطن، أن الجزائر لها تاريخ على مدى ثلاثة آلاف سنة يتميز بالتنوع الثقافي.
وفي الكلمة التي ألقاها في الندوة الوزارية حول الحريات الدينية، صرح مساهل أن “الجزائر، أرض الإسلام، أنجبت القديس أوغسطين وأعطت المسيحية أحد أبرز وأروع علماء الدين”.
وذكر في نفس السياق أن “الجزائر بمبادرة من رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، كرمت ذاكرتها عندما نظمت في 2001 بعنابة بالقرب من مدينته الأصلية تاغست (حاليا سوق أهراس) ندوة دولية كبيرة حول عمله ومساهمته في إثراء الفكر والعقيدة المسيحية”.
وقال أيضا “الجزائر أرض الإسلام قد أعطت كذلك للإنسانية الأمير عبد القادر الذي أنقذ في زمنه حياة آلاف المسيحيين خلال منفاه في دمشق، وكان أول من وضع قواعد القانون الدولي الإنساني حسب شهادة الرئيس الحالي للجنة الدولية للصليب الأحمر. .. وكتب لأعدائه في 1845 لجنرالات فرنسيين خلال المقاومة التي قادها في مواجهة المحتل حول موضوع جنودهم المعتقلين “أرسلوا قسا إلى المخيم ولن ينقصه شيء وسأحرص على أن يكرموا ويحترموا كما ينبغي (…) سيصلي كل يوم مع المعتقلين وسيواسيهم وسيراسل عائلاتهم”.
وسيحفظ التاريخ كذلك أنه كان معترفا به كفاعل سلام ديني “لأنه كرر مرارا أنه لو أن المسلمين والمسيحيين أرادوا الالتفات إلي، لأوقفت نزاعاتهم وأصبحوا داخليا وخارجيا إخوة”.
وأضاف مساهل أن “الجزائر أرض الإسلام لها تاريخ، حيث وجدت فيها اليهودية ومعتنقوها سواء منهم السكان الأصليون أو اللاجئون الهاربون، لا سيما من الاضطهاد وكما يشهد بذلك قبر وضريح أحد الحاخامات الأكثر شهرة في العالم والموجود بتلمسان بالجزائر واللذان تتم زيارتهما بانتظام من طرف رعايا أجانب يهود”.
كما ذكر وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر التي لطالما حرصت على التكفل بالانشغالات المتعلقة ببناء دولة معاصرة ومسامحة مبنية على القيم الشخصية للشعب الجزائري منها تلك التي يحملها الدين الإسلامي في ذاته والتي تعلم أنه “لا وجود للإكراه في الدين” وعلى القيم الدولية التي تجمع اليوم بين المجتمع الدولي والإنسانية في مجملها.
وأضاف الوزير قائلا إنه قد تم تأكيد هذا الانشغال في مرحلة مبكرة وباقتناع عميق من طرف النداء الذي أطلق ثورة 1 نوفمبر 1954 والذي تقرر من خلاله الكفاح من أجل الاستقلال الوطني وإنشاء دولة ديمقراطية واجتماعية مبنية على “احترام كل الحريات الأساسية بغض النظر عن العرق أو الديانة”.