نظم برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومشروع الحظائر الثقافية الجزائرية، لقاء افتراضيا حول نظام متابعة التنوع البيئي لشبكة الجزائر الثقافية، حيث تم التأكيد على ضرورة المحافظة ومتابعة التنوع البيئي في الحظائر الثقافية بالجزائر وغيرها.
وتعد شبكة الحظائر الثقافية الجزائرية وسيلة للحفاظ على التراثين البيئي والثقافي تحت شعار الترابط بين الطبيعة والثقافة، وتتضمن الحظائر الثقافية لكل من الأهقار والطاسيلي ناجر، وتوات غورارا تيدكلت والأطلس الصحراوي وتيندوف الذي يغطي مساحة اجمالية تقدر بـ 1.042.577 كلم 2 أي حوالي 44 % من التراب الجزائري، حسب ما تمت الإشارة إليه خلال هذا اللقاء.
وتمحورت المداخلات حول حماية الثروتين الحيوانية والنباتية والحظائر المحمية، مع التطرق خاصة إلى الفهد الصحراوي والغطاء النباتي والوسائل الواجب تسخيرها من أجل ضمان الحفاظ عليها وكذا التعايش بين المجموعات المحلية وأكلات اللحوم الخاصة بكل منطقة.
وفي هذا الصدد، أكد المكلف بالتخطيط لدى مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية عبد النور موسوني، على الدور الهام الذي يلعبه السكان المحليون في الجنوب الجزائري، سيما المناطق الأكثر عزلة في متابعة التنوع البيئي و”اسهامهم الكبير” في مهام هذا المشروع التعاوني الدولي بين وزارة الثقافة والفنون وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق البيئة العالمي.
وبعد تقديمه للمقاربة التي طورها مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية وتشكيلة نظام متابعتها للتنوع البيئي ووحداتها الإقليمية للتسيير وشبكة اليقظة والمراقبة، أشار عبد النور موسوني إلى ضرورة توسيع المنهجية التي طورها مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية من أجل التسيير التعاوني للتراثين الطبيعي والثقافي إلى مواقع أخرى سيما نحو المناطق الحدودية.
كما شدد على أهمية إعداد برنامج وطني للاتصال حول أهمية المحافظة على التنوع البيئي عموما والفهد الصحراوي بشكل خاص، وبرنامج تحسيسي موجه لمجموع المتدخلين في أقاليم الحظائر الثقافية الطبيعية.
وأوضح موسوني في ذات السياق ضرورة إنشاء هيكل تنسيق تقني وعلمي، من أجل إرساء تسيير آلي، الذي يعد “غير متوفر حاليا” والذي “من شأنه إضفاء النجاعة الآلية للحظائر الثقافية الجزائرية”.
أما فيما يخص التسيير التقني، فقد أوصى ببث المعلومة العلمية والتقنية التي أتاحها مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية، داعيا الى مواصلة أشغال البحث وتجسيد مخططات تسيير وعمل مكاتب الحظائر الثقافية، وأخيرا إدراج مشاريع حول موضوعات أخرى على علاقة بحماية وتثمين التراثين البيئي والثقافي للمشروع.
وفي معرض تقديمها تقريرا حول وضعية الفهد عبر العالم، أكدت المنسقة الإقليمية للبرنامج الإفريقي للمحافظة على الفهود والكلاب البرية، أودري إيبافاك، أن “الفهد قد انتزع من 91 % من مجال تواجده التاريخي في إفريقيا آسيا”، مؤكدة أن “7100 فهد فقط لا زالوا يعيشون في الوسط الطبيعي”.
وأضافت بأن “الفهد الصحراوي يعاني من خطر الانقراض، حيث يقدر عدده بـ 200 في الجنوب الجزائري” ونفس الشيء بالنسبة للفهد الآسيوي “بأقل من 50 فهدا في إيران”، منوهة بخطة عمل الجزائر من أجل المحافظة على الفهد والكلاب البرية، الذي أعدته المديرية العامة للغابات في سنة 2015 ودخلت حيز التنفيذ في سنة 2017.
ق/ث