تتجه كل الأنظار، ظهر السبت، صوب ملعب “سانتياغو برنابيو” في العاصمة مدريد لمتابعة كلاسيكو الأرض بين الريال وبرشلونة، والذي يطلق عليه هذه المرة لقب “كلاسيكو الكريسماس”، لتزامنه مع فترة احتفالات
الكريسماس.
وتأتي المباراة بين الفريقين في ختام مبارياتهما في عام 2017، ليسعى كل منهما إلى نهاية قوية لمسيرته في هذا العام.
ويدرك برشلونة جيدا أن الفوز في هذه المباراة سيوسع الفارق مع الريال إلى 14 نقطة، ما يعني ابتعاد الفريق الملكي بشكل كبير عن دائرة المنافسة على لقب البطولة حتى قبل وصول الموسم إلى نقطة المنتصف.
ولكن مهمة برشلونة المتصدر لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة الريال المنتشي بإحراز لقب كأس العالم للأندية، التي اختتمت السبت الماضي في أبو ظبي.
ورغم الفارق الكبير (11 نقطة)، الذي يفصل برشلونة المتصدر عن الريال صاحب المركز الرابع، يرفض إرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة تهاون لاعبيه وشعورهم بالرضا والاطمئنان.
ويرى فالفيردي أن الموسم لم يصل لمنتصفه بعد، وأن المنافسين بدأوا في الإعلان عن أنفسهم بقوة.
ولدى سؤاله عما إذا كان تحقيق الفوز على الريال، السبت، سيحسم الصراع على لقب الدوري الإسباني منطقيا، أجاب فالفيردي: “لا.. الناس يحكمون على سباق اللقب في الدوري الإسباني دائما بالفارق الذي يفصلنا عن الريال، ولكن أتلتيكو يبتعد عنا بفارق 6 نقاط فحسب، وخسر فالنسيا مباراته مطلع هذا الأسبوع لكنه لا يزال موجودا في دائرة المنافسة”.
ومع المستوى المتميز الذي قدمه أتلتيكو مؤخرا، والثقة التي يتمتع بها الريال حاليا بعد الفوز بلقب مونديال الأندية، يكون برشلونة مطالبا ببذل المزيد من الجهد سواء للفوز على الريال أو لتعزيز صدارته لجدول المسابقة.
وأصبح الريال أول فريق في تاريخ مونديال الأندية يتوج بلقب البطولة في نسختين متتاليتين، حيث سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفا ليقود الفريق إلى الفوز على غريميو البرازيلي 1ـ 0، في المباراة النهائية للبطولة.
وأضاف الريال بقيادة مديره الفني الفرنسي زين الدين زيدان، لسجل الفريق اللقب الخامس في عام 2017، حيث توج الفريق هذا العام أيضا بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأسي السوبر الأوروبي والإسباني.
وقال رونالدو، بعد الفوز على غريميو: “قدمنا عاما متميزا ونريد مواصلة هذا النجاح من خلال الفوز على برشلونة للحفاظ على فرص الفوز بلقب الدوري هذا الموسم”.
وشهدت أرضية الملعب في أبو ظبي، عناقا حارا بين زيدان ورونالدو بعد النهائي، يؤكد العلاقة الوطيدة بينهما وحرصهما على مواصلة الانتصارات سويا لصالح الريال.
وتوج زيدان مع الريال ورونالدو بثمانية ألقاب في 23 شهرا تولى خلالها مسؤولية الفريق حتى الآن.
صدام مثير بين رونالدو وميسي

ولن يختلف الحال كثيرا عندما يلتقي الريال مع برشلونة، يترقب الجميع ما سيقدمه اللاعبون لمعرفة من منهما سيلقي بكلمة الختام في 2017.
وفاز رونالدو بكل شيء في 2017 سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، حيث كانت له اليد العليا على مدار 12 شهرا في 2017 ولم يفلت منه سوى لقب كأس ملك إسبانيا وجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل هداف في أوروبا على مدار الموسم.
وذهب لقب الكأس إلى برشلونة بقيادة ميسي الذي حصد أيضا جائزة الحذاء الذهبي ليعبر هذا مجددا عن هيمنة اللاعبين على عالم اللعبة واقتسامهما معظم الجوائز الكبيرة الممكنة.
وتشهد الإحصائيات على هذا، وخلال مواجهات الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة، سجل رونالدو 17 هدفا في شباك برشلونة وهز ميسي شباك الريال 23 مرة.
ورغم إصابة الويلزي غاريث بيل التي أبعدته عن صفوف الفريق لفترة طويلة وتراجع مستوى المهاجم الفرنسي كريم بنزيما لأدنى درجاته في مسيرته مع الريال، ظل الريال قادرا على البقاء قويا معتمدا على رونالدو الذي سجل 16 هدفا للفريق في 21 مباراة خاضها معه حتى الآن في مختلف بطولات الموسم الحالي.
وحدث أمر مماثل في برشلونة، حيث رحل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن صفوف الفريق إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، كما تراجع مستوى المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز لبعض الوقت ولكن هذا لم يعطل برشلونة عن احتلال صدارة الدوري الإسباني بفارق 11 نقطة عن الريال الذي يحتل المركز الرابع وللملكي مباراة مؤجلة.
وعلى مدار 2017، وقبل مباراة الكلاسيكو المثيرة بينهما، تساوى رونالدو وميسي في زيارتهما للشباك، حيث سجل كل منهما 53 هدفا مع ناديه ومنتخب بلاده.
وقبل أسبوع واحد، وعلى هامش آخر مبارياته قبل مباراة السبت والتي فاز فيها الريال على غريميو البرازيلي في نهائي كأس العالم للأندية، قال رونالدو: “الأرقام تتحدث عن نفسها.. أقدم الإجابات على أرض الملعب”.
وتأتي مباراة الكلاسيكو بعد أسبوعين من فوز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة ليعادل بهذا رصيد ميسي في عدد مرات الفوز بهذه الجائزة ويشتعل الصراع بينهما بشكل أكبر على هوية اللاعب الأفضل.