عرفت سيارات “الكلونديستان” في الفترة الأخيرة، في ظل غياب خدمة النقل العمومي بمختلف بلديات ولاية بومرداس، انتشارا كبيرا وواسع النطاق، غير أن أسعارها ارتفعت كثيرا عما كانت عليه سابقا في ظل انتهاز أصحابها فرصة غياب النقل من جهة، وعودة العديد من الموظفين إلى عملهم بعد 03 أشهر من العطلة الاستثنائية التي فرضها عليهم فيروس “كورونا” من جهة أخرى، الأمر الذي أفرغ واستنزف جيوب العديد من المواطنين الذين يطالبون المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل، من أجل عودة خدمة النقل العمومي لإنهاء معاناتهم من الأسعار المرتفعة التي فرضها عليها أصحاب “الكلونديستان” و التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعديد منهم.
اصطدم العديد من الموظفين الذين التحقوا بمقرات عملهم بمختلف بلديات ولاية بومرداس مؤخرا، بعد عطلة استثنائية دامت أزيد من 03 أشهر كاملة بسبب فيروس “كورونا”، بغياب خدمة النقل العمومي، ما اضطر العديد منهم خاصة الذين لا يملكون سيارة خاصة إلى الاستعانة بسيارة “الكلونديستان”، غير أن أسعارها استنزفت جيوبهم في عز أزمة كورونا التي أجبرتهم على العطلة الاستثنائية، الأمر الذي تذمر له العديد من المواطنين الذين ينتظرون تدخل المسؤولين من أجل عودة خدمة النقل العمومي.
في جولة ميدانية قادت “الموعد اليومي” إلى بعض بلديات ولاية بومرداس على غرار تيجلابين، بودواو وخميس الخشنة، وقفت على المعاناة اليومية للعديد من المواطنين بمن فيهم الموظفين الذين وجدوا صعوبة كبيرة في الالتحاق بمناصب عملهم في ظل غياب خدمة النقل العمومي، مطالبين منا بإيصال معاناتهم للمسؤولين المعنيين لعل ذلك سيغير الوضعية التي يواجهونها في كل مرة يتجهون فيها إلى مقاصدهم، أين أجمع العديد ممن التقيناهم على أن غياب وسائل النقل وإجبارية التحاقهم بمناصب عملهم أصبح يؤرق يومياتهم، وما زاد من معاناتهم أكثر الأسعار المرتفعة التي أضحى أصحاب سيارات “الكلونديستان” يفرضونها عليهم وأفرغت جيوبهم في عز أزمة “كورونا”.
وفي هذا السياق كان لنا حديث مع بعض المواطنين الذين كانوا بصدد الذهاب إلى مناصب عملهم، أين أكد لنا السيد “رضا” يقطن بخميس الخشنة ويشتغل ببودواو أنه اصطدم كغيره من الموظفين الآخرين بغياب خدمة النقل العمومي وأنه مضطر كل يوم لدفع 600 دج لأصحاب سيارات الكلونديستان من أجل الالتحاق بعمله حتى و إن كانت مسافة قصيرة في ظل اغتنامهم فرصة غياب وسائل النقل، الأمر الذي أفرغ جيبه منتظرا تدخل المسؤولين من أجل النظر إلى معاناتهم، وبالتالي عودة النقل العمومي.
في حين أكدت لنا السيدة “فتيحة” من تيجلابين وهي موظفة بشركة أنها في كل مرة تضطر إلى الاستعانة بخدمة سيارة الأجرة من أجل الوصول إلى عملها، وفي أحيان أخرى بخدمة سيارة “الكلونديستان” اللتان أفرغتا جيبها في ظل الأسعار المرتفعة لهما بسبب اغتنام أصحابها فرصة غياب خدمة النقل العمومي التي قالت عنها ذات المتحدثة إنها من المفروض أن تعود للخدمة مع عودة الموظفين، غير أن ذلك لم يحدث، الأمر الذي أدى بالعديد من الموظفين إلى مواجهتهم لمعاناة البحث عن وسيلة تقلهم إلى مناصب عملهم.
وبين هذا وذاك، تبقى ظاهرة النقل غير الشرعي أو ما يعرف بسيارات “الكلونديستان” بمختلف بلديات ولاية بومرداس تعرف انتشارا كبيرا، أين وجدت ضالتها في نقل العمال إلى مناصب شغلهم، في حين الأسعار المرتفعة المفروضة على الموظفين أفرغت جيوب العديد منهم خاصة بالنسبة للذين يتقاضون رواتب ضعيفة بالمقارنة مع أسعار التنقل التي تبقى مرتفعة على خدمات النقل العمومي التي يأمل هؤلاء أن تعود للخدمة في القريب العاجل حتى تنهي معاناتهم.
أيمن. ف