الجزائر- كشف وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، عن إطلاق مشروع للطاقات المتجددة بسعة أربعة آلاف ميغاواط في غضون العام 2017.
وأعلن بوطرفة، على هامش “منتدى الاستثمار والأعمال الأفريقي” الذي استضافته الجزائر الأحد الماضي، عن انطلاق مناقصة للمستثمرين لإنشاء هذا المشروع في بداية 2017، لافتا إلى “ضرورة دراسة إشكالية تمويل
التجهيزات الطاقوية في إفريقيا، خصوصا الطاقات المتجددة، وأيضا التركيز على البرامج المقررة من قبل الدول وباقي الأطراف المعنية”.
وأوضح الوزير أن الجزائر تساهم في تسخير إمكانيات إفريقيا الطاقوية خدمة للتطور الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال التكوين الذي يفتحه “المعهد الجزائري للبترول” للأفارقة، فضلا عن تواجد “سوناطراك” في عدد من الدول الإفريقية، والتي تعتبر من أهم شركات البترول في الجزائر وإفريقيا، فهي تشارك في التنقيب، والإنتاج والنقل عبر الأنابيب، وتحويل وتسويق المحروقات ومشتقاتها.
وبحسب خبراء في علوم الطاقة المتجددة تستطيع وحدها توفير ما يعادل ستين مرة حاجة البلدان الأوروبية، وأربع مرات ما يعادل حاجة العالم من الطاقة الكهربائية.
وأشار إلى أن “الشركات الطاقوية الجزائرية الراغبة في الاستثمار في القارة الإفريقية، ستقوم بالتمويل عن طريق مؤسسات مالية دولية”.
وفي وقت سابق، صرح الوزير بوطرفة أن “التمويل العمومي من الخزينة العمومية لن يكون هو السبيل لتمويل مشاريع طاقوية للشركات العمومية الجزائرية في القارة الإفريقية، وهذا بالنظر للوضعية المالية العامة للبلاد”.
وجدد الوزير تأكيده السعي نحو تطوير هذا المجال، أي الطاقات المتجددة، مركزا على التكوين ومن ثمة التمويل. وقال “لا يجب ترك الأموال المتوفرة تذهب في مهب الريح”، في إشارة إلى ضرورة ترشيد النفقات وصرف الأغلفة المالية المرصودة بعقلانية من جهة، وكذلك الابتعاد عن الاستثمار في المنتجات الكلاسيكية من جهة أخرى، أي التوجه نحو الطاقات المتجددة.
واعتبر بوطرفة أن الأمن الطاقوي أولوية بالنسبة للجزائر، وكذلك الأمر بالنسبة لتقوية النشاطات الاقتصادية، مشيرا إلى تحقيق عدة مشاريع هامة، حيث تم الوصول إلى 8.5 مليون منزل مربوط بالغاز والكهرباء، كما تطرق إلى الخبرة التي تتمتع بها الجزائر في هذا المجال، بالإضافة إلى القدرات الوطنية الكبرى التي تتوفر عليها، علما أن نحو مليار نسمة في القارة الإفريقية بحاجة للطاقة في إفريقيا، لهذا تحاول الجزائر الاستثمار في الطاقات المتجددة والتقليدية على حد سواء.
وكشف بوطرفة خلال نقاش أعقب الورشة عن إطلاق مناقصة لإنتاج 4 آلاف ميغاواط في 2017، والوصول إلى 22 ألف ميغاواط في 2020، وخلص بالتأكيد على “ضرورة ترقية وتطوير الطاقات المتجددة” التي اعتبرها “تحديا”.
وتطمح الجزائر إلى تطوير الطاقات المتجددة وتملك مشاريع طموحة في هذا المجال، فقد أقبل المسؤولون الجزائريون على إنجاز بعض المشاريع المتعلقة باستغلال الطاقة الشمسية لتزويد بعض القرى المعزولة بالكهرباء، وإنشاء محطة تجريبية لاستغلال طاقة الرياح في منطقة تندوف، كما أن أهم مشروع قامت به الجزائر لحد الآن، هو مشروع مزدوج للطاقة الشمسية والغاز في “حاسي الرمل”، وتم الإقبال على استغلال الطاقة الشمسية بعد ذلك على نطاق واسع من مناطق الجنوب الجزائري لتوفرها على كميات هائلة من أشعة الشمس.