نالت مسرحية “عطاشى” إعجاب الجمهور الذي كان حاضرا بقوة خلال فعاليات العرض الشرفي الأول لها بالمسرح الجهوي “أحمد بن بوزيد” بولاية الجلفة، الذي أنتج هذا العمل الموجه للكبار في خطوة أولى من الإبداع واستغلال الطاقات في المسرح المحترف.
ورغم أن نص ومتن هذه المسرحية – التي استمدت من العمل الإبداعي للروائي المتألق إسماعيل يبرير- يحمل الغموض وعدة تفسيرات ورسائل مخفية، إلا أن المخرج نعاس حواش استطاع تطويع هذا النص بجدارة وباحترافية كاملة، كما اعترف بذلك الكاتب في ختام العرض.
وكان الجمهور حاضرا بمخيلته في كل لحظة من مشاهد العرض على الركح الذي اتسع مقامه لنص حداثي عالج مشكلات الإنسان وأسراره وصراعه الخفي برمزية القناع الذي
يخفي الزيف والكذب، وكل هذا في قالب تضمنه العمل في ظل مقاربة إجتماعية وثقافية وربما فلسفية.
وبعد أن أسدل الستار على المسرحية وتكريم الكاتب والمخرج في لفتة رمزية
بباقتين من الورود عرفانا لهما على هذا الإبداع، راح إسماعيل يبرير يبرز في تصريح للصحافة بأن “عطاشى هي مسرحية مزيج إذا ما شئنا بين الرمزية والعبثية وفيها جزء ولو بسيط من مسرح الحلقة وتتكأ على جزئيات من المسرح الجزائري، مسرح يؤمن بسردية الشخوص وتحركها على خشبة المسرح”.
وأضاف كاتب النص أن “الحكاية ليست أفقية، فهي تنزل وتصعد وفيها أكثر من مستوى، كما أن عدد الشخوص التي اشتغل عليها المخرج بشكل مباشر كان كبيرا نوعا ما، لكن زمنها يكفي لهؤلاء الشخوص وهو كفيل بذلك، كما لمسنا إبداعا في الديكور وفيه رؤية ولمسة حداثية عندما نتحدث عن ديكور يخاطب التواصلية الحديثة في الإنسان”.
كما أكد ذات المبدع “أن هذا العمل هو عبارة عن محاولة أولى في المسرح الجهوي للجلفة وربما تكون في المستقبل محاولات أخرى أكثر نضجا وأهم منها، وليس بالضرورة أن يكون الكاتب إسماعيل يبرير، فالجلفة مليئة بكتاب المسرح وهم كثر
يمكنهم أن يقدموا ما هو جميل للركح”.
وفي انطباع للمبدع المتألق صاحب التتويجات الوطنية والدولية في الرواية، عبد الوهاب عيساوي، أكد لـ “وأج” بأنه حظي بشرف حضور مسرحية للصديق اسماعيل يبرير، مبديا تفاجئه بالعمق الموجود داخل المسرحية والبنية الرمزية إنطلاقا من الخطاب والاشتغال على مستوى السينوغرافيا وأشياء أخرى كثيرة كأداء الممثلين على الركح والحركات التعبيرية ووجود الشاهد داخل المسرحية وكذا وجود مجموعة من الرسائل التي لا أدري إن صح التعبير نقول بأنها مفخخة أو مفتوحة على عديد من التأويلات.