الجزائر- شددت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، حرص وزارتها على محاربة العنف في الوسط المدرسي بشكل “شامل ودائم” عبر جملة من الإجراءات البيداغوجية والتنظيمية والمؤسساتية، وهذا على خلفية وصول الشجارات التي باتت تحصل إلى حد القتل والطعن بالخنجر.
وأوضحت الوزيرة في ردّها على سؤال لأحد نواب المجلس الشعبي الوطني في جلسة علنية خصصت للأسئلة الشفهية، أن الوقاية من العنف في الوسط المدرسي ومحاربته يعتبر من أولويات الوزارة”، مبرزة “حرصها على التكفل بهذه الظاهرة بشكل شامل ودائم، مشددة على أن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي أخذت أبعادا مقلقة، مما يؤثر سلبا على المناخ السائد في الوسط المدرسي.
وبالمناسبة ذكرت المسؤولة الأولى عن القطاع بجملة من الإجراءات التي باشرتها الوزارة منذ سنتين لمحاربة هذه الظاهرة، مشيرة على وجه الخصوص الى المضامين التربوية المبنية على مفهوم المواطنة والحس المدني وحقوق الطفل، مؤكدة على ضرورة مكافحة التسرب المدرسي، واعتبرت أن مرافقة التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم وتجنيبهم الرسوب من العوامل التي تسهم في معالجة مسألة العنف.
وذكرت في السياق نفسه بضرورة “مضاعفة عمليات تكوين موظفي القطاع في مجال الوساطة وتسيير النزاعات وكيفية الإصغاء إلى التلاميذ خاصة في فترة المراهقة”
وأبرزت أيضا أهمية “مراجعة النظام الداخلي للمؤسسات التربوية وتفعيل ميثاق أخلاقيات القطاع والعمل على احترام القوانين التي تمنع اللجوء إلى العنف وتشجيع مشاركة التلاميذ في الحياة المدرسية وتنشيط لجان الإصغاء”.
وبشأن الإجراءات ذات الطابع المؤسساتي، ذكرت الوزيرة بتنصيب اللجنة القطاعية المشتركة مع المديرية العامة للأمن الوطني قصد “إعداد اتفاقية تتضمن مخططا لمكافحة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ومخاطر العالم الافتراضي” وكذا فوج العمل مع الشركاء الاجتماعيين الذي تم تنصيبه في سنة 2015.
كما أشارت إلى التوقيع في مارس 2016 على اتفاقية مع وزارة الدفاع الوطني ووزارة الداخلية والجماعات المحلية، والتي تضع آليات للعمل المشترك في مجال تأمين وحماية المدرسة ومحيطها من العنف والوقاية من المخاطر التي قد تشكلها بعض مواقع الانترنت من خلال تكوين الاساتذة وتوعية التلاميذ.
وفي سياق ذي صلة، أكدت الوزيرة على مهام المرصد الوطني للتربية والتكوين المتمثلة أساسا في “وضع استراتيجية وطنية للوقاية من العنف المدرسي ومكافحته”.
ويأتي رد بن غبريط في وقت خرج أولياء التلاميذ، الخميس، في احتجاجات عارمة في ولاية سكيكدة، بعد مقتل التلميذ بوكرمة كمال البالغ 15 سنة ، يدرس السنة الرابعة متوسط بعد طعنه بخنجر أمام متوسطة من قبل مجموعة من الشباب، قبل أن يلفظ انفاسه الأخيرة، صبيحة الخميس، في مستشفى عبد الرزاق بوحارة، متأثرا بجروحه البليغة، والطعنات نفسها تلقاها تلميذ آخر بخنجر بثانوية جمال الدين الأفغاني بالحراش بالعاصمة.