في ظل عزوف المواطنين عنه.. الجزائر تحيي اليوم العالمي للتبرع بالدم

في ظل عزوف المواطنين عنه.. الجزائر تحيي اليوم العالمي للتبرع بالدم

تحيي الجزائر اليوم العالمي للتبرع بالدم، بتنظيم عديد التظاهرات ومنها ندوات حول الموضوع وعمليات جمع الدم عبر التراب الوطني، حسب ما ورد في بيان للوكالة الوطنية للدم.

وأوضح البيان أن التظاهرات المبرمجة خلال هذه الطبعة تهدف إلى “التحسيس بالحاجة العالمية للدم الآمن في تقديم الرعاية الصحية، والدور الحاسم الذي يضطلع به المتبرعون المتطوعون في التغطية الصحية العالمية”.

وأضافت الوكالة الوطنية للدم في بيانها أن “الهدف من هذه التظاهرة هو توجيه تحية حارة لكل المتبرعين الطوعيين بالدم، والمتطوعين في التفاتة من أجل انقاذ الأرواح من خلال التبرع بدمهم وتحسيس الرأي العام بضرورة التبرع به بشكل منتظم من أجل ضمان نوعية وأمن الدم ووفرته ومواد الدم للمرضى الذين يحتاجونها”.

 

سوء الاستقبال ورداءة الوجبات.. الحلقة الأضعف

ما تزال إشكالية عزوف المواطنين عن التبرع بدمهم تطرح العديد من التساؤلات، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع والمتبرعين بالدم المصادف لـ 14 جوان من كل سنة، في ظل مقاطعة المواطن لمراكز حقن الدم، إلا في مناسبات معينة كرمضان أو حدوث كارثة ما لا قدر الله.. هذا العزوف يرجعه الملاحظون إلى جملة من الأسباب، أهمها ظروف استقبال المتبرعين في تلك المراكز وتردي الخدمات بصفة عامة.

في ظل سوء ظروف الاستقبال ورداءة الوجبة المقدمة للمتبرع بالدم، والتي لا ترقى حسب الملاحظين إلى مقام المتبرع وشكره، خاصة أمام الإمكانيات المتوفرة، فإن المواطن يقاطع مراكز حقن الدم إلا في بعض المناسبات مثل رمضان، حيث تشحذ الهمم للتصدق بالدم، خاصة وأن الشهر مسابقة زمنية لكسب الحسنات!

من جهة أخرى، فإن رداءة الوجبة المقدمة للمتبرع والمتمثلة أساسا في شكولاطة وبسكويت من النوع الرديء عامل آخر غير محفز، علما أن غالبية المتبرعين يحسبون على الطبقة محدودة الدخل، لذلك يتساءل غربي قدور رئيس الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم: “ألا يمكن تخصيص شريحة لحم وعلبة عصير طبيعي للمتبرع بدمه؟”. وأجاب بأن هذا أقل ما يمكن مكافأته به على معروفه. كما أن مشكل التبرع بالدم، يواصل المتحدث، يحتاج إلى دفع حقيقي من خلال قرار سياسي يؤخذ على أعلى المستويات يعيد للمتبرع بالدم مكانته وحقوقه المترتبة عن هذا العمل الخيري…

وعزوف المواطنين عن التبرع بدمهم خارج دائرة الكوارث الطبيعية وغيرها، أرجعه محدثنا إلى تردي ظروف الاستقبال بمراكز حقن الدم المتواجدة بالمستشفيات، إذ يعامل المتبرع بالدم بطريقة غير لائقة تماما تجعله يعتقد أنه جاء لتوسل خدمة ما، رغم أنه جاء للتبرع بدمه، الأمر الذي لا يمكن لأية آلة أن تصنعه، ولكن نقص تكوين أعوان شبه الطبي، خاصة فيما يخص كيفية استقبال وتوجيه المتبرع بالدم يؤثر بصفة سلبية على هذه العملية، ويجعل الكثيرين ممن يتبرعون لأول مرة يعزفون عن تكرار المحاولة.

في هذا السياق، يحدثنا عبد الرحيم 39 سنة والذي قام بحوالي 20 تبرعا، حيث قال إنه يملك بطاقة المتبرع منذ أن كان طالبا جامعيا وأنه يتبرع مرتين إلى أربع مرات سنويا. لما سألناه عن ظروف الاستقبال، قال إنها سيئة للغاية، فقد لاحظ مرارا غياب الطبيب والممرضين عن مركز حقن الدم ما يجعله يبحث عنهم شخصيا، وعند إيجادهم يتعاملون معه بفوقية وكأنه بالمركز لتسول خدمة أو علاج.. هذه الوضعية المتكررة جعلت المتبرع يعزف عن قصد المستشفيات للتبرع ويفضل شاحنات نقل الدم التي يتم نصبها موسميا بالقرب من بعض الجامعات أو المساجد.

وأضاف يقول إن الوجبة المقدمة بعد التبرع “تصلح غذاء للفئران! بسكويت “فايح” وشكولاطة يابسة” على حد تعبيره، بل أكد المتحدث أنه كثيرا ما كان يخرج فارغ اليدين بعد التبرع دون حتى كلمة شكر!

 

70 بالمائة من الجزائريين زمرتهم إيجابية

جدير بالإشارة، أن أغلب الجزائريين ينتمون إلى الفئة الإيجابية لزمرة الدم بنسبة 70 بالمائة وبالضبط لفئتي “a” و”o”، ونسبة 9.5 بالمائة للزمرة السلبية بمعدل 2 بالمائة من كل 100 ساكن بالجزائر، منها نسبة 1.5 لفئة AB- الأكثر ندرة بمجتمعنا، و55 ألف جزائري يتعذر عليهم التبرع بدمهم بسبب إصابتهم بأمراض مزمنة.

ق. م