في ظل جملة النقائص التي تتربص بيومياتهم.. سكان قرية “ثلا أعروس” بأعفير يحلمون بتغير واقعهم المعيشي

في ظل جملة النقائص التي تتربص بيومياتهم.. سكان قرية “ثلا أعروس” بأعفير يحلمون بتغير واقعهم المعيشي

يعيش سكان قرية “ثلا أعروس” بأعفير شرق بومرداس جملة من النقائص التي عكرت صفو حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي لا يطاق، كما أنها عقدت يومياتهم مما ولّد لديهم حالة استياء كبير، أجبرهم على رفع جملة من المطالب إلى الجهات المعنية التي في كل مرة تلتزم الصمت، لتبقى القرية تعاني من مشاكل تعكس إلى أي درجة وصل قطار التنمية إليها، فهم يحلمون بتغير واقعهم المعيشي عن طريق بعث عجلة التنمية بها، وبالتالي تحسين وضعيتهم الحياتية.

“الموعد اليومي” تنقلت إلى قرية “ثلا أعروس” بأعفير شرق بومرداس من أجل نقل معاناة وانشغالات سكان هذه المنطقة، اين استقبلنا عدد كبير من المواطنين خاصة لدى معرفتهم أننا من الصحافة، حيث طالبونا بإيصال معاناتهم الى مسؤوليهم لعل ذلك سيغير من واقعهم المعيشي، خاصة وأن كل محاولاتهم بلفت انتباه هؤلاء لم تجدِ نفعا، وهو ما أدى بهم إلى مناشدتهم عن طريق هذا المنبر الحر من أجل التدخل لتغيير واقعهم المعيشي وإيجاد حلول لمشاكلهم العالقة منذ سنوات.

 

 

طرقات القرية في وضعية مزرية

استهل سكان قرية “ثلا أعروس” بأعفير شرق بومرداس مشاكلهم اليومية والعالقة منذ سنوات باهتراء شبكة الطرقات المؤدية إلى قريتهم، حيث أضحى تدهورها يؤرق القاطنين بالنظر لكثرة الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية ممزوجة بالأوحال كل مرة تتساقط فيها الأمطار، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة تجبرهم على إصلاحها بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تعرف أي تهيئة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها ووضعيتها، في حين في فصل الصيف فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض متنقلة عبرها خاصة ذوي الحساسية والربو.

وما أثار استغراب السكان هو صمت السلطات المعنية تجاه الأمر بالرغم من عديد الشكاوى التي رفعوها إلا أنها لم تكلف نفسها عناء تهيئة طرقات القرية، الأمر الذي دفعهم إلى رفعها مجددا عن طريق هذا المنبر الحر من أجل صيانة طرقات القرية للحد من معاناتهم اليومية سواء في فصل الصيف أو الشتاء.

 

قارورات البوتان بـ 450 دج في فصل الشتاء

مشكل آخر تطرق إليه قاطنو القرية وأثّر غيابه كثيرا على يومياتهم وهو انعدام الغاز الطبيعي بسكناتهم، حيث ما يزال السكان يجرون وراء قارورات البوتان التي تعرف ارتفاعا في السعر في فصل الشتاء في ظل المضاربة التي تخضع لها من قبل التجار حيث تباع بـ 450 دج للقارورة الواحدة، الأمر الذي أفرغ جيوب العديد من العائلات وأدى بذوي الدخل المتوسط إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ على حد سواء هروبا من المصاريف الكثيرة لقارورات البوتان التي لا تتناسب أسعارها مع قدراتهم الشرائية.

وقد أكد سكان القرية في هذا السياق أنهم يعانون الجحيم بسبب غياب الغاز الطبيعي كما أنهم لا يقدرون على جلب قارورات البوتان بسبب المسالك الوعرة والأودية التي تقطع الطريق الترابي مع كل تساقط للأمطار، لتبقى معاناتهم متواصلة مع اهتراء الطرقات وغياب الغاز الطبيعي التي وبالرغم من علم السلطات بها إلا أنها في كل مرة تلتزم الصمت وكأن القرية لا تنتمي إلى بلدية أعفير التي تشهد في الفترة الأخيرة نهضة تنموية بعد تسجيل في العديد من القرى مشاريع تنموية، بالمقابل تم اقصاء قرية “ثلا اعروس” منها، الأمر الذي استاء له السكان الذين يأملون عن طريق جريدتنا أن تتحرك السلطات قريبا وتعيد الحياة إلى سكانها.

 

 

غياب الإنارة العمومية أدخل القرية في ظلام حالك

من جهة أخرى، أبدى قاطنو القرية تذمرهم الشديد من انعدام الإنارة العمومية بالمنطقة، ومن المعاناة التي يعيشونها جراء غيابها، الأمر الذي جعلهم لا يغادرون منازلهم خاصة في الفترة المسائية بسبب الظلام الدامس الذي تعرفه هاته الأخيرة تخوفا من الاعتداءات والسرقة، وأمام هذا الوضع يطالب المواطنون السلطات المعنية بضرورة التدخل في أقرب الآجال من أجل وضع حد لمشكلاتهم وذلك بتوفير الإنارة العمومية بالمنطقة.

كما اشتكى المواطنون من انعدام الأمن بالمنطقة، حيث عبروا عن امتعاضهم الشديد من الوضعية المؤسفة بالقرية في ظل غياب الأمن وانتشار الآفات الاجتماعية، إضافة إلى السرقة التي يتعرضون لها يوميا من قبل المنحرفين، والتي باتت تهدد السكان وممتلكاتهم خاصة في الليل إضافة إلى الاعتداءات بالأسلحة البيضاء، وعليه يطالب سكان القرية السلطات المعنية بضرورة التدخل في أقرب الآجال من أجل توفير الإنارة العمومية بالقرية ووضع حد للمجرمين الذين حولوا القرية إلى ملاذ مفضل لهم للقيام بالاعتداءات والسرقة التي طالت العديد من الضحايا خاصة هواتفهم النقالة و المال.

 

 

 

انتشار النفايات يشوه المنظر الجمالي للقرية

في حين تغرق أيضا القرية في نقائص أخرى باتت تشكل خطرا على صحة السكان بعد انتشار النفايات التي شوهت المنظر والمحيط الجمالي للمنطقة، وذلك إثر تراكم أكياس القمامة على الأرصفة بمختلف الأزقة مشوهة بذلك المنظر الجمالي للقرية التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة، وأرجع بعض السكان سبب الوضع المتردي إلى نقص عمال النظافة بالمنطقة ما أدى إلى تراكمها، فأضحت مصدر إزعاج للمارة نتيجة انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، يحدث هذا بالرغم من عديد الشكاوى التي أطلقها قاطنو القرية إلا أن مصالح البلدية لم تحرك ساكنا من أجل وضع حد للمشكل، وهو ما دفع هؤلاء إلى المطالبة بوضع برنامج خاص للاعتناء بالقرية ومنع الرمي العشوائي للنفايات الذي يقوم به بعض السكان غير مبالين بما يترتب عن هذا الإهمال على صحتهم وصحة أطفالهم.

 

 

الشباب تائه بين الشوارع والبحث عن المرافق الرياضية والترفيهية

وفي سياق آخر، أعرب السكان خاصة منهم فئة الشباب عن تذمرهم الشديد من غياب المرافق الرياضية والترفيهية بالمنطقة كقاعات رياضية وملاعب جوارية ودور للشباب، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، وهو الأمر الذي جعل الشباب تائها بين الشوارع وبين البحث عنها بالتنقل حتى إلى البلديات المجاورة كدلس وتاورقة من أجل ملء أوقات فراغهم من جهة، وهروبا من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تتربص بحياتهم من جهة أخرى.

وقد أكد شباب القرية لنا أنهم يعانون كثيرا من غياب ملاعب جوارية وقاعات رياضية بالقرية، وما زاد من معاناتهم تكبدهم عناء التنقل للقرى المجاورة قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية، التي غالبا ما يتخلون عنها حيث يلجؤون إلى ممارسة نشاطات تكون عواقبها وخيمة عليهم، وهي ولوج عالم الآفات الاجتماعية الخطيرة، غير أن تدخل السلطات يجنبهم ذلك.

وأمام هذه النقائص اليومية التي تتربص بحياة قاطني قرية “ثلا أعروس” بأعفير شرق بومرداس، يطالب هؤلاء عن طريق هذا المنبر الحر المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل العاجل من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن يومياتهم وتغير واقعم المعيشي الذي يتدهور من سنة لأخرى.

أيمن. ف