في ظل تعسر الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار…عمل المرأة يمتطي ركب قائمة شروط الزواج ويحتل الصدارة

elmaouid

 دخلت المرأة عالم الشغل وتقلدت مختلف المناصب وأضحت تساعد في عمل المنزل وفي مصروفه، وتغيرت حياتها واهتماماتها وتغيرت معها نضرة الشباب لها، حيث بات شرط أن تكون المرأة عاملة الأبرز في قائمة شروط الزواج وحضوره إلزامي بعدما كان سابقا غير مستحب، وازدادت الرغبة في تواجده واعتباره أساسيا تزامنا مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتزايد متطلبات الحياة. في هذا الصدد، قامت “الموعد اليومي” بجولة ميدانية لرصد انطباعات المواطنين حول هذا الموضوع ومعرفة توجههم الفكري…

 

“زوجتي المستقبلية يجب أن تكون موظفة”

صرح لنا الشاب محمد البالغ من العمر 30 ربيعا والذي التقيناه في أحد الأماكن العمومية الموجودة بالعاصمة، أنه من الضروري أن تكون زوجته المستقبلية امرأة عاملة، حيث قال:”من الشروط الواجب توفرها بالدرجة الأولى ولا أستغني عنه في المرأة التي سأرتبط بها مستقبلا أن تكون عاملة وتحتل منصبا محترما، ولا أريدها ماكثة بالبيت لأن معادلة الحياة أصبحت تتطلب ذلك والمعيشة أضحت صعبة في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار، وراتب واحد لا يكفي كي يقف البيت على ساعده ونعيش عيشة لائقة، فانجاب الأطفال ودخول المدارس يعني تحمل أعباء ومصاريف أخرى ثقيلة ووجود مرتبين شهريين أحسن من وجود مرتب واحد”.

 

“أرغب في أن يكون منصبها رفيعا لضمان مرتب محترم”

يفيد سفيان البالغ من العمر 26 ربيعا أن وجوب عمل المرأة أمر ضروري ويطمح إلى إن يكون منصبها مرموقا، حيث قال :”زوجتي المستقبلية يجب أن تكون موظفة وهذا أمر لا مناص منه ويا حبذا لو يكون منصبها رفيعا حتى يكون مرتبها جيدا، لأني موظف بسيط في مؤسسة خاصة، نعاني من الضيق في بيتنا ولو أردت الزواج يتحتم علي أن أستأجر منزلا للعروس وهذا يتطلب مبلغا كبيرا، ناهيك عن مصاريف المأكل والمشرب والكهرباء والغاز، لا أستطيع تحمل هذه المصاريف لوحدي، لذا يجب أن تكون الفتاة التي سأرتبط بها موظفة ويا ليت يصادفني القدر بامرأة تشغل منصبا رفيعا حتى تتقاسم معي هموم الحياة ومصاريف المنزل”.

 

“انفصلت عن زوجي بسبب عزوفي عن العودة للعمل”

هذا ما أفادت به السيدة ليلى البالغة من العمر 35 ربيعا، حيث قالت “كنت أعمل في مؤسسة خاصة حين تقدم لخطبتي زوجي، ولكني بعد الزواج وانجاب الاطفال ازدادت أشغال البيت وواجباته وبت لا أقوى على التوفيق بين البيت والعمل وصحتي أضحت في النازل، فقررت التخلي عن العمل والمكوث في البيت للاعتناء بالأطفال بشكل جيد، فرفض وقال لي بأني لو خرجت من العمل سيطلقني وحاولت اقناعه بشتى الطرق لأني عجزت عن مواصلة العمل وفي الوقت ذاته الاهتمام بالبيت والاطفال، كان كل مرة يهددني بالطلاق وأثار لي مشاكل كثيرة، فقررت الانفصال لأني لا أرغب في مواصلة مشواري الزوجي مع شخص يخاف أن يتحمل المسؤولية المادية بمفرده”.

 

“تقدم لخطبتي لأني فتاة عاملة”

ونحن نقوم بجولتنا الاستطلاعية التقينا بلينا البالغة من العمر 24 ربيعا، هي فتاة عاملة كانت تشتري أكلا من إحدى محلات الأكل السريع، وعند سؤالنا لها عن استفحال ظاهرة الشباب الذين يشترطون توفر شرط العمل في المرأة تقول: “منذ اسابيع تقدم لخطبتي شاب يعمل موظفا في السلك الحكومي أتى إلى مقر عملي ليحدثني بأنه راغب في طلب يدي من أهلي، انتابني فضول كبير لاختباره لمعرفة إن كان تقدم لخطبتي لذاتي أو لأني فتاة عاملة، فقلت له إن كتب الله لنا وتزوجنا سأترك عملي لأني من النوع الذي يحب المكوث في البيت بعد الزواج، فأجابني بتعجب ماذا ماذا! لا، طبعا واصلي عملك ولا تمكثي بالبيت ولما ألححت عليه، قال لي ليس لنا نصيب أن نرتبط ببعضنا ولا أحب الفتاة غير العاملة وذهب، أحبطني رده كثيرا لأنه لم يأت لذاتي بل عملي هو الذي استدرجه لي”.

 

 

“أحبذ أن تكون المرأة عاملة لكن لها حرية الاختيار”

يقول السيد ياسين البالغ من العمر 39 سنة والذي كانت لنا فرصة التحدث معه في خضم جولتنا الاستطلاعية أن عمل المرأة لا يزعجه ولا يمنع زوجته من العمل بل بالعكس، وفي ذات الوقت يترك لها حرية الاختيار ببقائها تعمل أو عزوفها عن ذلك رغم أني أميل أن تستمر في العمل، حيث قال: “لا أمنع زوجتي من العمل، حين تقدمت لخطبتها اشترط عليّ أهلها أن أتركها تعمل، فوافقت بكل سرور لأني رأيت فيها الزوجة المناسبة لأفكاري وتطلعاتي المستقبلية وأنجبت منها طفلين ونحن الآن نحيا حياة هانئة وهي تساعدني في المصاريف المنزلية وتزيح بعض الأعباء عني، ولو قررت يوما أن تترك العمل فلن أقف حجر عثرة في طريقها رغم أن ذلك سيزيد عبئي المادي، لكن لها حرية الاختيار”.