في ظل تحذيرات البياطرة من خطورة عدم تلقيح الماعز والمجترات الصغيرة… بداية تعويض الفلاحين المتضررة أبقارهم بالحمى القلاعية

elmaouid

الجزائر- حذر الدكتور البيطري، بن حديدة من تلقيح فقط الأبقار ضد الحمى القلاعية في حين أن حوامل هذا الفيروس تمتد للماعز والمجترات الصغيرة الأخرى قائلا  “إذا ما لقحنا البقر ولم نلقح الغنم، فكأننا لم ننجز

شيئا” داعيا المربين إلى ضرورة التبليغ عن المرض في حال التنبؤ به.

واعتبر البيطري  “أن التستر عن المرض سيزيد من نسبة انتشاره والفتك بصحة القطيع فيصير هزيلا غير مدر للحليب، من دون أية مردودية وعليه فالمربي من وجهة نظر اقتصادية سيكون خاسرا لا محالة”.

وجاء هذا خلال اليوم التقني الذي نظمه الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، حول التسيير الوقائي للحمى القلاعية، وهذا على مستوى مركز التكوين “دار الفلاح”  الذي يقع مقره في ولاية خنشلة، حيث تم تنظيم هذا اليوم بالتعاون مع الصناديق الجهوية ومدير المصالح الفلاحية للصناديق المجاورة والمتمثلة في : خنشلة ، تبسة ، سوق أهراس ، باتنة ، أم البواقي .

ووفق بيان الصندوق  فإنه تم التبليغ عن انتشار الحمى القلاعية في شرق البلد ، والذي يرجع أساسا لغياب شروط النظافة الخاصة بتربية المواشي وكذا عدم تلقيح الحيوانات، الشيء الذي استدعى تنظيم هذا اليوم لجمع مربي المنطقة ضمن يوم إعلامي، تحسيسي ووقائي على الخصوص،  بمركز التكوين المتعدد الخدمات، المعروف بـ ” دار الفلاح ” .

وشاركت في هذا المسعى الصناديق الجهوية للتعاون الفلاحي لكل من خنشلة، تبسة، سوق أهراس، باتنة، أم البواقي، كما شهد الحدث زيارة الصناديق الجهوية لكل من تيزي وزو، بويرة وسطيف لخبرتهم في هذا الموضوع، علما منهم بتجربة سنة 2014 التي فتكت بأرقام خيالية من قطيع الأبقار بالجزائر.

المبادرة التي شارك فيها ما يقاربـ 150 مربيا من مختلف ولايات الشرق أفتتحت بكلمة من مديرية المصالح الفلاحية واختتمت بنقاش حار ، أبدى من خلاله المربون  انشغالاتهم ومخاوفهم من تفشي المرض وتم تقديم دراسات من قبل خبراء وبياطرة بخصوص التعريف بالحمى القلاعية، كيفية التنبؤ بها وطرق الوقاية منها، إضافة إلى أهمية ودور التأمين في الحماية والتعويض.

وبحسب البيان فإن اللقاء، فرصة سانحة لتزويد المربين بالمعلومات الكافية، وكذا تحسيسهم حول أهمية التغطية التأمينية المتعددة الأخطار “أبقار” ، والمزايا المقدمة لهم بغية تطوير نشاطاتهم الإستراتيجية بالنسبة للاقتصاد الوطني ، والعمل على استدامتها.

وجاء طرح موضوع التأمين كأنسب وقاية ضد الحمى القلاعية في غياب نتائج إيجابية للتلقيح والتحسيس “لابد على المربي من التحكم في إدارة أخطاره، قد تساعدك السلطات لسنة أو سنتين أو أكثر ولكن إلى متى؟؟ في حين أن التأمين الفلاحي يلعب دوره في مرافقة المربين ويبقى المنفذ الوحيد لتعويض المربي عند خسارة ممتلكاته الحيوانية”، يشير مدير الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي لتيزي وزو.

وقد استغلت التعاونية الفلاحية هذا اليوم لحث المربين على الإبلاغ عن الحالات المشكوك فيها،  لكي تتم السيطرة على الوضعية وكذا العمل مع المصالح المفوضة من قبل السلطات العمومية، بهدف الحد من انتشار هذا الفيروس.

 وتجدر الإشارة إلى أن أول خطوة يجدر اتخاذها للحد من هذا المرض تتمثل في منع الحيوان المصاب من التنقل،  وتعد هذه الوضعية مقلقة جدا بالنسبة لمربي الأبقار، حيث علقت بأذهانهم الأضرار الجسيمة التي تم تسجيلها سنة 2014 ، بسبب هذا الوباء .

في  الحدث نفسه، اغتنم الصندوق الجهوي لسطيف المناسبة لتعويض مربي متضرر من الحمى القلاعية علما أنه لم يمر إلا شهر فقط على تـأمينه وقد استغرقت مدة تعويضه أسبوعا فقط .

 

– خلايا مراقبة من أجل متابعة هذه الكارثة والحد منها

هذا فيما قام الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي باستنفار مصالحه الجهوية، من خلال وضع خلايا مراقبة من أجل متابعة هذه الكارثة والحد منها . وسطر برنامج وقاية يتمثل في أيام وقوافل تحسيسية، كما تم الإعلان عن وسائل الوقاية في وسائل الإعلام من خلال الإذاعات المحلية للولايات ذات الإنتاج الكبير في مجال الأبقار، حيث حضرت التعاونية الفلاحية والمربون والدكاترة البياطرة بهدف إبراز أهمية حماية الأبقار ، وتدابير المرافقة في حالة انتشار الحمى القلاعية .

ضمن  الإطار نفسه ، يخطط الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي لتنظيم يوم آخر في غرب البلد ، يوم 09 أوت 2018  بغيلزان يجمع ولايات الغرب الجزائري.