عاد لاعبو اتحاد الحراش إلى أجواء التدريبات بعد يومين من الإضراب، وهي طريقة يعبرون بها عن احتجاجهم للتأخر الحاصل في تسوية مستحقاتهم، التي أضحت اليوم “موضة” تبنتها أندية الرابطتين المحترفتين الأولى
والثانية.
ولم يقم الحراشيون بإضرابهم الأول هذا الموسم، بل اعتمد رفاق القائد سفيان يونس هذه الطريقة ثلاث مرات على الأقل خلال الموسم الجاري 2016-2017.
هذا التصرف يترجم بوضوح المشاكل المالية التي تتخبط فيها إدارة النادي الحراشي التي تعرف وضعية غير مستقرة خلال السنوات الأخيرة، مثلما تؤكده التغييرات العديدة على مستوى أعلى هرم النادي.
وقد أثرت هذه الوضعية على النتائج الفنية للصفراء رغم أن الملاحظين أجمعوا على أن الفريق يقدم كرة جميلة في الرابطة الأولى، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه في ساحة الكبار، والدليل على ذلك اكتفاؤه بلقب وطني واحد في سجله والمحصل عليه عام 1998.
وبما أن الإضراب يبقى الوسيلة الوحيدة للمطالبة بحقوقهم، فإن أندية أخرى من الرابطتين المحترفتين تلجأ لهذه الطريقة التي تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة.
ويتعلق الأمر بأندية شباب باتنة وشباب بلوزداد وجمعية الشلف على سبيل الذكر وليس الحصر، التي اعتمدت هذا الأسلوب الاحتجاجي الذي يؤكد، حسب الملاحظين، المرض الذي ينخر الاحتراف بالجزائر، وأيضا طريقة التسيير المعتمدة منذ انطلاق الاحتراف عام 2010 التي تواجه نقصا فادحا في المرافق الرياضية والأزمات المالية التي تتخبط فيها الأغلبية الساحقة للبطولتين المحترفتين.
هذه الوضعية الكارثية لم تغب عن الرجل الأول الجديد للكرة الجزائرية الذي التزم فور انتخابه على رأس الهيئة الكروية الوطنية بإعادة تفعيل المديرية الوطنية للمراقبة والتسيير، التي أوكلت مهمة الإشراف عليها للمستشار الجديد محمد مشرارة.
وعلى ضوء التسيير المالي “الكارثي” لرؤساء الأندية الذين كانت مصاريفهم أعلى من ميزانيتهم. فإن كل الآمال موضوعة في لجنة المراقبة والتسيير من أجل وضع حد للنزيف، ووضع الاحتراف على السكة الصحيحة. “في هذا الوقت يمكن أن نأمل في انقطاع الحركات الاحتجاجية للأندية الجزائرية”