في ظلا آية

في ظلا آية

قال تعالى ” وَكَذَ_لِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ”  الأعراف 174-175.

 

قال تعالى ”  وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ ” أي: نبينها ونوضحها ” وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ” إلى ما أودع اللّه في فطرهم, وإلى ما عاهدوا اللّه عليه, فيرتدعوا عن القبائح يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ” أي: علمناه كتاب اللّه, فصار العالم الكبير. ” فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ ” أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي, بالعلم بآيات اللّه, فإن العلم بذلك, يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق, ومحاسن الأعمال, ويرقى إلى أعلى الدرجات, وأرفع المقامات. فترك هذا, كتاب اللّه وراء ظهره, ونبذ الأخلاق, التي يأمر بها الكتاب, وخلعها كما يخلع اللباس. فلما انسلخ منها, أتبعه الشيطان, أي: تسلط عليه, حين خرج من الحصن الحصين, وصار إلى أسفل سافلين, فأزه إلى المعاصي. ” فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ” , بعد أن كان من الراشدين المرشدين.