قال تعالى ” وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ في ٱلْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَآءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ وَلَأَجْرُ الآخرة خَيْرٌۭ لِّلَّذِينَ امنوا وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ” يوسف 56-57.
يَقُول تَعَالَى “وَكَذَلِكَ” كَإِنْعَامِنَا عَلَيْهِ بِالْخَلَاصِ مِنْ السِّجْن “مَكَّنَّا لِيُوسُف فِي الْأَرْض” أَرْض مِصْر “يَتَبَوَّأ” يَنْزِل “مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء” بَعْد الضِّيق وَالْحَبْس وَفِي الْقِصَّة أَنَّ الْمَلِك تَوَجَّهَ وَخَتَمَهُ وَوَلَّاهُ مَكَان الْعَزِيز وَعَزَلَهُ وَمَاتَ بَعْد فَزَوَّجَهُ امْرَأَته فَوَجَدَهَا عَذْرَاء وَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدَيْنِ وَأَقَامَ الْعَدْل بِمِصْرَ وَدَانَتْ لَهُ الرِّقَاب. ” وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ” من أجر الدنيا ” لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ” أي: لمن جمع بين التقوى والإيمان. فبالتقوى, تترك الأمور المحرمة, من كبائر الذنوب وصغائرها. وبالإيمان التام, يحصل تصديق القلب, بما أمر الله بالتصديق به, وتتبعه أعمال القلوب, وأعمال الجوارح, من الواجبات والمستحبات.
من تفسير ابن كثير