قال تعالى ” اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” التوبة 31-32.
يقول تعالى “اتَّخَذُوا أَحْبَارهمْ” عُلَمَاء الْيَهُود “وَرُهْبَانهمْ” عُبَّاد النَّصَارَى “أَرْبَابًا مِنْ دُون اللَّه” حَيْثُ اتَّبَعُوهُمْ فِي تَحْلِيل مَا حَرَّمَ اللَّه وَتَحْرِيم مَا أَحَلَّ “وَالْمَسِيح ابْن مَرْيَم وَمَا أُمِرُوا” فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل “إلَّا لِيَعْبُدُوا” أَيْ بِأَنْ يَعْبُدُوا “إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَه إلَّا هُوَ سُبْحَانه” تَنْزِيهًا لَهُ. ويقول تعالى “يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُور اللَّه” شَرْعه وَبَرَاهِينه “بِأَفْوَاهِهِمْ” بِأَقْوَالِهِمْ فِيهِ “وَيَأْبَى اللَّه إلَّا أَنْ يُتِمّ” يُظْهِر “نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” ذَلِكَ.
من تفسير ابن كثير