قال تعالى ” فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” الأعراف 166-167.
قال تعالى ” فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ” أي: قسوا فلم يلينوا, ولا اتعظوا.
” قُلْنَا لَهُمْ ” قولا قدريا, ” كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ” فانقلبوا بإذن اللّه قردة, وأبعدهم اللّه من رحمته. ثم ذكر ضرب الذلة والصغار على من بقي منهم فقال ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ ” أي: أعلم إعلاما, صريحا. ” لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ” أي: يهينهم, ويذلهم. ” إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ” لمن عصاه, حتى إنه يعجل له العقوبة في الدنيا.
“وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ” لمن تاب إليه وأناب, يغفر له الذنوب, ويستر عليه العيوب, ويرحمه, بأن يتقبل منه الطاعات, ويثيبه عليها بأنواع المثوبات. وقد فعل اللّه بهم ما وعدهم به, فلا يزالون في ذل وإهانة, تحت حكم غيرهم, لا تقوم لهم راية, ولا ينصر لهم عَلَمٌ.