في ظلال أية

في ظلال أية

قال تعالى ” وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” الأعراف 160.

 

قال تعالى ” وَقَطَّعْنَاهُمُ ” أي: قسمناهم ” اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ” أي: اثنتي عشرة قبيلة, متعارفة, متوالفة, كل بني رجل من أولاد يعقوب, قبيلة. “وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ ” أي: طلبوا منه أن يدعو اللّه تعالى, أن يسقيهم ما يشربون منه, وتشرب منه مواشيهم. وذلك لأنهم – واللّه أعلم – في محل قليل الماء. فأوحى اللّه لموسى, إجابة لطلبتهم ” أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ” يحتمل أنه حجر معين. ويحتمل أنه اسم جنس, يشمل أي حجر كان. فضربه ” فَانْبَجَسَتْ ” أي: انفجرت من ذلك الحجر ” اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ” جارية سارحة. ” قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ” أي: قد قسم على كل قبيلة من تلك القبائل الاثنتي عشرة, وجعل لكل منهم عينا, فعلموها, واطمأنوا, واستراحوا من التعب والمزاحمة, وهذا من تمام نعمة اللّه عليهم. ” وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ ” فكن يسترهم من حر الشمس. ” وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ ” وهو الحلوى. ” وَالسَّلْوَى ” وهو لحم طير, من أحسن أنواع الطيور, وألذها. فجمع اللّه لهم, بين الظلال, والشراب, والطعام الطيب, من الحلوى واللحوم, على وجه الراحة والطمأنينة. وقيل لهم: ” كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا ” حين لم يشكروا اللّه, ولم يقوموا بما أوجب اللّه عليهم.
” وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ” حيث فوتوها كل خير, وعرضوها للشر والنقمة, وهذا كان مدة لبثهم في التيه.