في ظلال أية

في ظلال أية

قال تعالى ” قَالُواْ فَمَا جَزَٰٓؤُهُۥٓ إِن كُنتُمْ كَٰذِبِينَ قَالُواْ جَزَٰٓؤُهُۥ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَٰٓؤُهُۥ كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّٰلِمِينَ  ” يوسف 74-75.

 

فَمَا جَزَاؤُهُ” أَيْ السَّارِق إِنْ كَانَ فِيكُمْ ” إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ أَيْ أَيّ شَيْء يَكُون عُقُوبَته إِنْ وَجَدْنَا فِيكُمْ مَنْ أَخَذَهُ ؟ .فَأَجَابَ إِخْوَة يُوسُف : ” جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْله فَهُوَ جَزَاؤُهُ ” أَيْ يُسْتَعْبَد وَيُسْتَرَقّ . ” فَجَزَاؤُهُ ” مُبْتَدَأ , و ” مَنْ وُجِدَ فِي رَحْله ” خَبَره ; وَالتَّقْدِير : جَزَاؤُهُ اِسْتِعْبَاد مَنْ وُجِدَ فِي رَحْله ; فَهُوَ كِنَايَة عَنْ الِاسْتِعْبَاد ; وَفِي الْجُمْلَة مَعْنَى التَّوْكِيد , كَمَا تَقُول : جَزَاء مَنْ سَرَقَ الْقَطْع فَهَذَا جَزَاؤُهُ .أَيْ كَذَلِكَ نَفْعَل فِي الظَّالِمِينَ إِذَا سَرَقُوا أَنْ يُسْتَرَقُّوا , وَكَانَ هَذَا مِنْ دِين يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَحُكْمه . وَقَوْلهمْ هَذَا قَوْل مَنْ لَمْ يَسْتَرِبْ نَفْسه ; لِأَنَّهُمْ اِلْتَزَمُوا اِسْتِرْقَاق مَنْ وُجِدَ فِي رَحْله , وَكَانَ حُكْم السَّارِق عِنْد أَهْل مِصْر أَنْ يَغْرَم ضَعْفَيْ مَا أَخَذَ.