قال تعالى ” وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ٱئْتُونِى بِأَخٍۢ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّىٓ أُوفِى ٱلْكَيْلَ وَأَنَا۠ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِى وَلَا تَقْرَبُونِ ” يوسف 59-60.
قال تعالى ” وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ ” أي: كال لهم كما كان يكيل لغيرهم. وكان من تدبيره الحسن, أنه لا يكيل لكل واحد, أكثر من حمل بعير. وكان قد سألهم عن حالهم, فأخبروه أن لهم أخا عند أبيه, وهو بنيامين. “قَالَ ” لهم: ” ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ” ثم رغبهم في الإتيان به فقال: ” أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ” في الضيافة والإكرام. ثم رهبهم بعدم الإتيان به, فقال: ” فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ” وذلك, لعلمه باضطرارهم, إلى الإتيان إليه, وأن ذلك يحملهم على الإتيان به.