قال تعالى ” قالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذًۭا لَّخَٰسِرُونَ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوٓاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ” يوسف 14-15.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ” قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْب وَنَحْنُ عُصْبَة إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ” يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ إِخْوَة يُوسُف لِوَالِدِهِمْ يَعْقُوب : لَئِنْ أَكَلَ يُوسُفَ الذِّئْبُ فِي الصَّحْرَاء , وَنَحْنُ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُ نَحْفَظهُ , وَهُمْ الْعُصْبَة ; ” إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ” يَقُول : إِنَّا إِذًا لَعَجَزَة هَالِكُونَ . “فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا” عَزَمُوا “أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ” وَجَوَاب لَمَّا مَحْذُوف أَيْ فَعَلُوا ذَلِكَ بِأَنْ نَزَعُوا قَمِيصه بَعْد ضَرْبه وَإِهَانَته وَإِرَادَة قَتْله وَأَدْلَوْهُ فَلَمَّا وَصَلَ إلَى نِصْف الْبِئْر أَلْقَوْهُ لِيَمُوتَ فَسَقَطَ فِي الْمَاء ثُمَّ أَوَى إلَى صَخْرَة فَنَادَوْهُ فَأَجَابَهُمْ يَظُنّ رَحْمَتهمْ فَأَرَادُوا رَضْخه بِصَخْرَةٍ فَمَنَعَهُمْ يَهُوذَا “وَأَوْحَيْنَا إلَيْهِ” فِي الْجُبّ وَحْي حَقِيقَة وَلَهُ سَبْع عَشْرَة سَنَة أَوْ دُونهَا تَطْمِينًا لِقَلْبِهِ “لَتُنَبَّئَنَّهُمْ” بَعْد الْيَوْم “بِأَمْرِهِمْ” بِصَنِيعِهِمْ “هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.