قال تعالى ” وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى_ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَ_لِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” الأنعام 87-88.
” وَمِنْ آبَائِهِمْ ” أي: آباء هؤلاء المذكورين ” وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ” أي: وهدينا من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم. ” وَاجْتَبَيْنَاهُمْ ” أي: اخترناهم ” وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”. ” ذَلِكَ ” الهدى المذكور ” هُدَى اللَّهِ ” الذي لا هدى إلا هداه. ” يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ” فاطلبوا منه الهدى فإنه إن لم يهدكم فلا هادي لكم غيره، وممن شاء هدايته هؤلاء المذكورون. ” وَلَوْ أَشْرَكُوا ” على الفرض والتقدير ” لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” فإن الشرك محبط للعمل، موجب للخلود في النار. فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار، لو أشركوا – وحاشاهم- لحبطت أعمالهم فغيرهم أولى.
من تفسير السعدي