قال تعالى ” فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَ_ذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَ_ذَا رَبِّي هَ_ذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 77-78
” فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا ” أي: طالعا، رأى زيادته على نور الكواكب ومخالفته لها ” قَالَ هَذَا رَبِّي ” تنزلا. ” فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ” فافتقر غاية الافتقار إلى هداية ربه، وعلم أنه إن لم يهده الله فلا هادي له، وإن لم يعنه على طاعته، فلا معين له. ” فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ ” من الكوكب ومن القمر. ” فَلَمَّا أَفَلَتْ ” تقرر حينئذ الهدى، واضمحل الردى فـ ” قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ” حيث قام البرهان الصادق الواضح، على بطلانه.
من تفسير السعدي