قال تعالى ” ٱلَّذِينَ امنوا وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى الآخرة لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ”. يونس 63-64.
ثم ذكر وصفهم فقال: ” الَّذِينَ آمَنُوا ” بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر, خيره وشره, وصدقوا إيمانهم, باستعمال التقوى, بامتثال الأوامر, واجتناب النواهي. فكل من كان مؤمنا تقيا, كان لله تعالى وليا, لذلك كانت ” لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ” لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ”. أما البشارة في الدنيا, فهي: الثناء الحسن, والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الصالحة, وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق. وأما في الآخرة, فأولها. البشارة عند قبض أرواحهم, كما قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ”. وفي القبر, ما يبشر به من رضا الله تعالى, والنعيم, المقيم. وفي الآخرة, تمام البشرى, بدخول جنات النعيم, والنجاة من العذاب الأليم”.