قال تعالى ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَكَذَ_لِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ” الأنعام 74-75.
يقول تعالى: واذكر قصة إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، مثنيا عليه ومعظما في حال دعوته إلى التوحيد، ونهيه عن الشرك، وإذ قال لأبيه ” آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ” أي: لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء، ” إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” حيث عبدتم من لا يستحق من العبادة شيئا، وتركتم عبادة خالقكم، ورازقكم، ومدبركم. “وَكَذَلِكَ” حين وفقناه للتوحيد والدعوة إليه “نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” أي: ليرى ببصيرته، ما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة “وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ” فإنه بحسب قيام الأدلة، يحصل له الإيقان والعلم التام بجميع المطالب.
من تفسير السعدي