قال تعالى ” وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ” الأنعام 72-73.
“وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ” أي: وأمرنا أن نقيم الصلاة بأركانها وشروطها وسننها ومكملاتها. ” وَاتَّقُوهُ ” بفعل ما أمر به، واجتناب ما عنه نهى. ” وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” أي: تُجْمَعون ليوم القيامة، فيجازيكم بأعمالكم، خيرها وشرها. ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ” ليأمر العباد وينهاهم، ويثيبهم ويعاقبهم، ” وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ ” الذي لا مرية فيه ولا مثنوية، ولا يقول شيئا عبثا ” وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ” أي: يوم القيامة، خصه بالذكر – مع أنه مالك كل شيء – لأنه تنقطع فيه الأملاك، فلا يبقى ملك إلا الله الواحد القهار. “عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” الذي له الحكمة التامة، والنعمة السابغة، والإحسان العظيم، والعلم المحيط بالسرائر والبواطن والخفايا، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
من تفسير السعدي