قال تعالى ” فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ” الأعراف 77-78.
قال تعالى ” فَعَقَرُوا النَّاقَةَ ” التي توعدهم إن مسوها بسوء أن يصيبهم عذاب أليم، “وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ” أي: قسوا عنه، واستكبروا عن أمره الذي من عتا عنه أذاقه العذاب الشديد. لا جرم أحل اللّه بهم من النكال ما لم يحل بغيرهم ” وَقَالُوا ” مع هذه الأفعال متجرئين على اللّه، معجزين له، غير مبالين بما فعلوا، بل مفتخرين بها: ” يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ” إن كنت من الصادقين من العذاب فقال: ” تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ “، ” فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ” على ركبهم، قد أبادهم اللّه، وقطع دابرهم.
من تفسير السعدي