في ظلال آية

في ظلال آية

 

قال تعالى ” قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَ_ذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ” الأعراف 18-19.

أي: قال اللّه لإبليس لما قال ما قال: ” اخْرُجْ مِنْهَا ” خروج صغار واحتقار، لا خروج إكرام بل ” مَذْءُومًا ” أي: مذموما ” مَدْحُورًا ” مبعدا عن اللّه وعن رحمته وعن كل خير. ” لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ” منك وممن تبعك منهم ” أَجْمَعِينَ ” وهذا قسم منه تعالى، أن النار دار العصاة، لا بد أن يملأها من إبليس وأتباعه من الجن والإنس. أي: أمر اللّه تعالى آدم وزوجته حواء، التي أنعم اللّه بها عليه ليسكن إليها، أن يأكلا من الجنة حيث شاءا ويتمتعا فيها بما أرادا، إلا أنه عين لهما شجرة، ونهاهما عن أكلها، واللّه أعلم ما هي، وليس في تعيينها فائدة لنا. وحرم عليهما أكلها، بدليل قوله: ” فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ “.

من تفسير السعدي