قال تعالى ” قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى_ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ” الأعراف 13-14-15.
فقال اللّه له: ” فَاهْبِطْ مِنْهَا ” أي: من الجنة ” فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ” لأنها دار الطيبين الطاهرين، فلا تليق بأخبث خلق اللّه وأشرهم. ” فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ” أي: المهانين الأذلين، جزاء على كبره وعجبه بالإهانة والذل فلما أعلن عدو اللّه بعداوة اللّه، وعداوة آدم وذريته، سأل اللّهَ النَّظِرَةَ والإمهال إلى يوم البعث، ليتمكن من إغواء ما يقدر عليه من بني آدم. ولما كانت حكمة اللّه مقتضية لابتلاء العباد واختبارهم، ليتبين الصادق من الكاذب، ومن يطيعه ومن يطيع عدوه، أجابه لما سأل، فقال: ” إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ “.
من تفسير السعدي