في ظلال آية

في ظلال آية

 

قال تعالى “المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى_ لِلْمُؤْمِنِينَ ” الأعراف 1-2.

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبينا له عظمة القرآن: ” كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ” أي: كتاب جليل حوى كل ما يحتاج إليه العباد، وجميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، محكما مفصلا ” فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ” أي: ضيق وشك واشتباه، بل لتعلم أنه تنزيل من حكيم حميد ” لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ” وأنه أصدق الكلام فلينشرح له صدرك، ولتطمئن به نفسك، ولتصدع بأوامره ونواهيه، ولا تخش لائما ومعارضا. ” لِتُنْذِرَ بِهِ ” الخلق، فتعظهم وتذكرهم، فتقوم الحجة على المعاندين. ” و ” ليكون ” َذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ” كما قال تعالى: ” وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ” يتذكرون به الصراط المستقيم، وأعماله الظاهرة والباطنة، وما يحول بين العبد، وبين سلوكه.

من تفسير السعدي