قال تعالى ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” الأنعام 162-163.
قال تعالى ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ” أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان، والجوارح وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى. ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. وقوله: ” وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ” أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع ” لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “،” لَا شَرِيكَ لَهُ ” في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير، وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي، بل ” بِذَلِكَ أُمِرْتُ ” أمرا حتما، لا أخرج من التبعة إلا بامتثاله ” وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ” من هذه الأمة.
من تفسير السعدي