قال تعالى ” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى_ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” الأنفال 9-10.
أي: اذكروا نعمة اللّه عليكم, لما قارب التقاؤكم بعدوكم, استغثتم بربكم, وطلبتم منه أن يعينكم وينصركم ” فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ” وأغاثكم بعدة أمور. منها أن اللّه أمدكم ” بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ” أي: يردف بعضهم بعضا. ” وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ ” أي إنزال الملائكة ” إِلَّا بُشْرَى ” أي: لتستبشر بذلك نفوسكم. ” وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ” وإلا فالنصر بيد اللّه, ليس بكثرة عدد, ولا عُدَدٍ. ” إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ” لا يغالبه مغالب, بل هو القهار, الذي يخذل من بلغوا من الكثرة, ومن العدد والآلات, ما بلغوا. ” حَكِيمٌ ” حيث قدر الأمور بأسبابها, ووضع الأشياء مواضعها.