سيكون الروائي الجزائري واسيني الأعرج أحد الوجوه الأدبية التي وجهت لها الدعوة للمشاركة في فعاليات أيام قرطاج المسرحية؛ حيث سيقدم تجربته في “مسرحة الرواية” إلى جانب اللبناني طلال درجاني، الذي يخرج مسرحية “مي زيادة، ليالي العصفورية”، المقتبسة عن رواية “ليالي إيزيسكوبيا”.. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية” للأعرج.
وتحظى روايات واسيني الأعرج باهتمام الكتّاب المسرحيين، وحُوّلت إلى أعمال منذ سنوات الثمانينيات مع اقتباس “وقع الأحذية الخشنة” في ليبيا، في إطار المسرح التجريبي، ثم أجزاء من رواية “وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر” في 1993 لناصر خلاف، ثم “حارسة الظلال” التي اقتبسها حميد قوري بتسمية مختلفة، هي “مزغنة” سنة 1995، وصولا إلى “مملكة الفراشة” في قطر، ثم “رمادة 19″ مع شوقي بوزيد، و”امرأة من ورق” مع مراد سنوسي، وأخيرا “نساء كازانوفا”، التي ظل يشتغل عليها لمدة سنة كاملة مع مولاي ملياني، والمخرج علي جبارة.
وقال مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية، معز مرابط، إن دورة هذا العام التي تبدأ في الثاني من الشهر المقبل ستكون «استثنائية وتضامنية مع غزة».
وتنظم الدورة 24 للمهرجان هذا العام، بعد أسابيع من قرار السلطات إلغاء الدورة الخاصة بمهرجان أيام قرطاج السينمائية، بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال مرابط: «تنظم دورة هذا العام في ظرف صعب بسبب المأساة التي تعيشها غزة.. ستكون دورة تضامنية مع أشقائنا».
وأضاف في كلمة لتقديم دورة هذا العام على الصفحة الرسمية للمهرجان في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: «المسرح هو فعل مقاومة ووسيلة للتعبير عن القضايا التي تخص الإنسانية والشعوب».
وتحمل دورة هذا العام في مدينة الثقافة في العاصمة شعار «بالمسرح نحيا وبالفن نقاوم».
ويتضمن البرنامج عروضا من تونس ودول عربية ومن إفريقيا وعروضا دولية من بينها عروض من إيران وروسيا.
كما سيخصص المهرجان ثمانية عروض لمسرح السجون ضمن قسم «مسرح الحرية»، يشارك فيها سجناء من بينها عمل مسرحي نسائي وعرضان للأطفال.
وينظم مهرجان قرطاج المسرحي هذا العام، لقاءات مهمة أخرى، حيث ينظم لقاء ثانيا بعنوان “المسرح في إيران من الأداء التقليدي إلى الركح العصري”، سيشارك فيه مسرحيون من إيران وتونس. وسيقدم المالي يايا كوليبالي مداخلة حول “فن العرائس”. كما سينعقد لقاء حول 60 سنة من المسرح المدرسي في تونس، ولقاء آخر بعنوان “40 سنة: مسرح وطني تونسي وأيام قرطاج المسرحية”.
ويطفئ المسرح التونسي هذا العام، شمعته الأربعين.
وبلغت أيام قرطاج المسرحية دورتها الرابعة والعشرين، وتحت شعار “بالمسرح نحيا.. بالفن نقاوم”، تؤكد الدورة التي تنطلق من الثاني حتى العاشر من ديسمبر المقبل، أن المسرح مقاومة فنية من نوع خاص؛ مقاومة أبي الفنون الذي ما تزال له الكلمة العليا في تجذير القيم والأفكار والمبادئ، وبأن هذا الفن الذي بُعث من المآسي هو دائم الانتصار للإنسانية، وللقيم الكونية، وللحرية، بعيدا عن كل أشكال التطرف والتمييز.
وتسجل الدورة الرابعة والعشرون عرض أكثر من 60 عملا مسرحيا من 28 بلدا من مختلف القارات، موزعة على مجموعة من أربعة أقسام؛ حيث تتضمن المسابقة الرسمية 11 عرضا، والعروض الموازية 24 عرضا، ومسرح العالم 18 عرضا، وتعبيرات مسرحية في المهجر 4 عروض.
وتحافظ الأيام هذا العام على مختلف أقسامها؛ من مسابقة رسمية، وعروض موازية تونسية وعربية وإفريقية، مع التمسّك بثوابت الأيام، وقيمها من خلال تقديم برمجة ثرية ومتنوعة.
ويكرّم المهرجان في دورته الرابعة والعشرين، ثلة من المسرحيين التونسيين والعرب والعالميين، موزعين على حفلي الافتتاح والاختتام، وهم نضال الأشقر وروجي عساف وحنان الحاج علي من لبنان، وسوسن بدر من مصر، وأمين زنداغني وإلهام إينالي حميدي من إيران، ويايا كوليبالي من مالي، بالإضافة إلى ألوغبي ألادجي دين ومانويلا سوايرو وبول شاؤول من لبنان، وداوود حسين من الكويت، ويوسف عيدابي من السودان، ومجموعة الحمائم البيض للموسيقى الملتزمة، وحسين المحنوش، وفوزية المزي، ومنجي الورفلي، وسعاد محاسن، وجليلة المداني من تونس.
ويحيي المهرجان ذكرى فنانين مسرحيين تونسيين رحلوا هذا العام؛ هم منصف شرف الدين، ومحمد كدوس، وعبد الغني بن طارة، ريم الحمروني، لسعد المحواشي.
وتعقد الدورة الرابعة والعشرون مجموعة من الورشات؛ منها ورشة بعنوان “طريقة مايسنر في فن التمثيل” يديرها سكوت تالبوت من الولايات المتحدة، ولسعد سعايدي من تونس.
وورشة حول “تقنيات الرقص والأداء الحركي” يديرها طلعت سماوي من العراق وورشة في الرقص الإفريقي يديرها الإسباني أولوي وورشة في فن الرقص بالتعاون مع دريمز شباب يديرها لاسينا كون (مالي/تونس) وكذلك ورشة في صنع العرائس المالية يديرها يايا كوليبالي من مالي، وورشة الواقع المعزز التي يديرها مارتان ويسنوكي وريمار دي لا شيفالري ونينا دي لا شيفالري من سويسرا.
ق\ث