في سياق عمليات الترميم المتواصلة… العاصمة في رحلة البحث عن تحف العمارات التي خلّفها الاستعمار

elmaouid

أخذت مصالح ولاية العاصمة على عاتقها مسؤولية استرجاع التحف الفنية الرائعة التي خلّفها الاستعمار الفرنسي وراءه بالعمارات الكولونيالية المخصصة للمعمرين في كبرى شوارعها، بعدما تعرّضت للنهب والسرقة من

جهة والتحطيم والتخريب من باب أنها إرث استعماري يجب التخلص منه من جهة ثانية، ما شوه البنايات باعتبار أن هذه التحف تنوعت بين لوحات موزاييك، زخارف مصنوعة من الجبس والرخام، رؤوس حيوانات عند مداخل العمارات، تماثيل مصنوعة من البرونز وأخرى كثيرة بالكاد التزمت أماكنها، الأمر الذي فرض على المصالح المعنية تكرار تجربة الترميم التي استفادت منها المقرات الرسمية بقلب العاصمة وتعميمها على جميع البنايات.

حرص المسؤولون على حماية الموروث الأثري الذي خلفه الاستعمار الفرنسي بالعمارات التي تتمركز في شوارعها الكبرى على غرار عبان رمضان، العربي بن مهيدي، شارع ديدوش مراد وبلكور وعملت على استرجاعها لضمها إلى تلك التي لم تمتد إليها يد التخريب والتي لا تزال تحتفظ ببعض التصاميم والتحف الفنية، في وقت أن أغلب العمارات فقدت الكثير منها لتحل محلها الأوساخ وتفرض الرطوبة نفسها كأكبر عدو لجدرانها وطلائها لتتشقق الأسقف وتهترئ البناية وقبل ذلك لم يقصر الكثيرون في اعتماد عمليات نهب منظمة بلغت بالكثيرين أن استولوا على التماثيل الأثرية المصنوعة بالبرونز لتزيين منازلهم بها، وعمدوا إلى نهب الموزاييك الذي زينت به الأرضيات، كما كسروا المنحوتات وحطموا جل المعالم التاريخية دون وعي منهم بقيمتها الأثرية، حيث لم تسلم من العملية حتى الثريات والأبواب الخشبية تحت مبررات كثيرة أهمها أن يستولوا عليها هم خير من الغرباء، ومنهم من انطلق من فكر تطرفي بضرورة القضاء على كل ما يأوول إلى الاستعمار الفرنسي، فقادوا جرائم هدم كارثية لا تزال مخلفاتها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا، بحيث لم تستفد من عمليات تهيئة تخفي عمليات التشوه التي طالتها.

وفي هذا السياق، تدخّلت المصالح الولائية في إطار برنامجها الضخم الرامي إلى إعادة الوجه الجمالي للعاصمة مع مراعاة الطابع التاريخي والأثري لأغلب بناياتها، وخططت لاسترجاع مجمل التحف الضائعة وحرصت على تزيين الواجهات البحرية بنقوش لرؤوس الحيوانات وتماثيل فنية وجهود أخرى كثيرة لاستعادة أثرياتها المتنوعة.