الجزائر- توجهت وزيرة التربية نورية بن غبريط قبل انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا برسالة إلى أزيد من 700 ألف مترشح حيث حذرتهم من مخاطر اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي طيلة أيام الامتحانات بغرض
“الغش” مما يعرّض أصحابها لعقوبات صارمة، معتبرة أن هناك صفحات عدة هدفها التشويش عليهم لا أكثر، وهذا قبل أن تؤكد أن” الرسوب ” ليس بنهاية المطاف التعليمي بالنظر إلى أن هناك عدة خيارات أخرى.
وعبر مقطع فيديو قالت وزيرة التربية لمترشحي امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2017″ ها نحن، ككل سنة، نستقبل امتحان البكالوريا، هذا الامتحان الذي وإن كان يقلقكم، تلاميذي الأعزّاء، فهو يفتح لكم أبواب المستقبل. ولكن اعلموا، أيها الطلبة، أن البكالوريا ليس المفتاح الوحيد. فهناك، خيارات أخرى بعد نهاية الدراسة بالثانوية.”
وأضافت بن غبريط “لا أحد منكم، أنتم المقبلون على امتحان البكالوريا، يبقى من دون منفذ، فالحلول كثيرة، بفضل إنجازات الدولة الجزائرية. فإلى جانب مؤسسات التعليم العالي، هناك الشبكة الواسعة من مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين التي تقترح الكثير من التخصّصات”.
هذا فيما حرصت الوزيرة على دعوة مترشحي البكالوريا على الابتعداد عن مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر لخطورتها وأكدت” أقول: المستقبل بين أيديكم، لكم، أنتم تلاميذي الأعزاء، أقول نحن فخورون بكم، لأنكم تتحكّمون في الأدوات الرقمية الحديثة. ولكن، هذه الأدوات قد تستعمل، أحيانا، لأهداف غير قانونية، مما يعرّض أصحابها لعقوبات صارمة. “
بن غبريط”احترسوا من تلك الواقع “
وقالت الوزيرة أيضا”احترسوا من تلك المواقع التي قد تبدو لكم مفيدة – للوهلة الأولى – لما تتضمنه من مواضيع مختلفة، مصحوبة بالتصحيح. ولكـن، في الواقــع، الهدف منها هو التشويــــش عليكم وجعلكم تفقدون هدوءكم وسكينتكم، وهي أفضل ما يتحلّى به المترشح في فترة الامتحانات.”
كما أضافت ” أطلب منكم التركيز على كل المعارف التي تم دراستها خلال السنة، والاعتماد على قدراتكم الشخصية، لأن التركيز والثقة في النفس هما أحسن سبيل والضامن الوحيد لتبني السلوك السوّي في شهر رمضان الكريم.”
في المقابل توجهت الوزيرة بكلمة إلى الأولياء قائلة “أكّدوا، باستمرار، لأبنائكم ورسّخوا في أذهانهم أن الحياة هي قبل كل شيء سلوك أخلاقي، هي احترام الذات، احترام الغير واحترام الشأن العام. ركّزوا، في تربيتكم لأبنائكم، على تلك القيّم التي توارثها شعبنا عبر تاريخه، تلك القيّم التي تجد مصدرها في عمق موروثنا الحضاري وهويتنا. ينبغي ألا تكون الرغبة في نيل شهادة البكالوريا على حساب قيّم سامية مثل النزاهة وبذل الجهد، التي تستند على أخلاقيات المسؤولية.”
وطالبت في الاطار ذاته الاولياء بالتدخل لدى ابنائهم عبر مجموعة من النصائح منها ” قولوا لأبنائكم إنكم تحبّونهم وتقفون إلى جانبهم، مهما كانت العلامات التي يتحصّلون عليها ومهما كانت نتائجهم في الامتحان.”
رسالة قوية للأساتذة الحراس لاحترام قواعد الحراسة
هذا ولم تستثن بن غبريط في رسالتها الفرق المكلّفة بالتأطير في المؤسسات التعليمية حيث قالت لهم “دعّموا الإنعاش الأخلاقي الذي تحتاجه مدرستنا اليوم، في ظل التحوّلات العميقة التي يعيشها المجتمع. اسهروا على احترام القواعد والإجراءات المعمول بها، حتى نضمن الشفافية ونعمل على تكافؤ الفرص لجميع المترشحين.”
واعتبرت الوزيرة في الأخير أن الدولة الجزائرية لم تتوقف يوما عن رصد، سنويا، موارد مالية معتبرة لقطاع التربية تحقيقا لمدرسة الجودة، وهذا حتى مع تراجع المداخيل في الفترة الأخيرة، متعهدة بالعمل لرفع التحدي مضيفة قائلة” من جهتنا، لن ندخّر جهدا، بمعية جميع الشركاء، لمواصلة تنفيذ إصلاح مدرستنا، لنتكاتف جميعا، ونجدّد التزامنا بذلك العقد الأخلاقي، القائم على النزاهة والإنصاف، فنكون بذلك، في مستوى عظمة مجتمعنا. “
كما ختمت رسالتها بالقول ” لنكون حصنا منيعا ضد الرداءة التي تسبّب فيها، بقدر كبير، الغـشّ في الامتحانات المدرسية. فلننشغل جميعا، بتحقيق مدرسة الجودة ولترتفع أصواتنا للتنديد بكل تصرف يعرقل هذا المسار، حفاظا على مستقبلنا، مستقبلكم، مستقبل الجزائر، هذه الأرض الطيّبة المتشبّعة بدماء الشهداء.”