تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب جبهة شعبية متسلحة بالروح الوطنية
الجزائر- أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة إلى الإعلاميين بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، أن تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب جبهة شعبية متسلحة بالروح الوطنية، ومتشبعة بالحرص على صون البلاد، مشددا على ضرورة مواجهة الإعلام للمناورات السياسوية.
وقال الرئيس الجمهورية في رسالته:”صحيح، إننا نتدرع، معتزين بالجيش الوطني الشعبي جيش ساهر ومرابط في خدمة الوطن وفي أداء مهامه الدستورية، غير أن صلابة تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب كذلك جبهة شعبية متسلحة بالروح الوطنية متشبعة بالحرص على صون الجزائر من أي انزلاق إواعتداء”. وشدد في هذا الصدد على ضرورة “أن نكون حريصين على سلامة ترابنا، ساهرين على حماية مجتمعنا من أية مؤامرة أو مناورة سياسوية وما أكثرها، مع الأسف، كلما اقتربت بلادنا من استحقاق سياسي هام”.
وفي معرض تطرقه إلى التحديات التي تواجه البلاد، أشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه “إذا كنا نعيش، بفضل الله وحمده، في ظل الأمن والسلام، فإننا نعيش كذلك وسط محيط جهوي تتعدد فيه الأزمات والصراعات، وكذا آفات الإرهاب المقيت والجريمة العابرة للحدود وتهريب الأسلحة والمخدرات، وهي كلها مخاطر تتهدد مجتمعنا، مخاطر تدفعنا جميعا إلى اليقظة والتجند للحفاظ على سلامة شعبنا ووطننا”.
وبالنسبة لشعار اليوم الوطني للصحافة الذي جاء هذه السنة “العيش معا في سلام”، أكد رئيس الجمهورية على أن هذا الأمر غاية نبيلة رفعت الجزائر رايتها في محفل الأمم، الجزائر التي عرفت عبر القرون والعصور أن السلم والعيش معا في هناء، هما دوما ثمار النضال والكفاح وحتى التضحيات، لافتا في السياق ذاته إلى انه “وإذ نحن نعيش اليوم في جزائر السلم والسلام فإن الوطن الغالي يستوقفنا لخدمة بلادنا بصدق وتفان ولقول كلمة الحق في فائدة البلاد وشعبها وللسهر على صون سلامتها”.
ولم يفوت الرئيس بوتفليقة الفرصة ليؤكد من جهة أخرى أن الجزائر تعيش مثل عديد الدول النامية تحديات جساما” في المجال الاقتصادي، منها تحدي الخروج من التبعية المفرطة للمحروقات مما يستوجب من مجتمعنا برمته المزيد من الجهود من أجل دفع الاقتصاد الوطني نحو مردودية أوفر بإصلاحات مقرونة بالعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني.
كما دعا رئيس الدولة إلى تسليط أضواء الإعلام على النقائص التي توجد في ربوع بلادنا الشاسعة أو تلك الانحرافات التي تظهر هنا و هناك، هي مساهمة ثمينة في تقويم الأمور وتعزيز دولة الحق والقانون.
وفي هذا الإطار، أهاب رئيس الجمهورية بأسرة الإعلام للقيام بدورها في هذا المجال في ظل توفير الحماية القانونية للصحفيين، الذين توجه إليهم بالقول “أنتم في حماية الله والدولة والقانون، كما أهيب بكم في هذا الصدد، أن تساهموا في إرشاد المجتمع إلى الطريق الصحيح”.
وذّكر رئيس الدولة بأن الاحتفال باليوم الوطني للصحافة يعد مناسبة للتعبير -مرة أخرى- عن تقدير أسرة الإعلام الوطني، و “محطة لتقييم ما حققته المهنة الإعلامية من تقدم وفرصة للتمعن في أوضاع بلادنا والتحديات التي تواجهها”. وعرج على مساهمة الصحافة الجزائرية في الكفاح التحريري ومواكبتها لمسار البناء والتشييد بعد الاستقلال، فضلا عن دفعها لـضريبة باهظة من شهداء الواجب الوطني بمساهمتها في صمود الجزائر في وجه الإرهاب المقيت.
وأمام مختلف التحديات التي تعرفها البلاد، دعا الرئيس بوتفليقة الصحافة الوطنية للعب دورها خدمة للوطن، “دور تتحملونه مهما كانت مشاربكم وتوجهاتكم السياسية لأننا بتنا في تعددية نفتخر ونتمسك بها”