في رحاب القرآن.. قراءة القرآن ومدارسته

في رحاب القرآن.. قراءة القرآن ومدارسته

كان جبريل عليه السلام يلقى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في كل سنةٍ في رمضانَ، وذلك في كل ليلة، فيدارسه القرآن، فيعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل القرآن، فقد مر بنا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”. قال ابن رجب رحمه الله في كتابه “لطائف المعارف ص 189”: “دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي حديث فاطمة عليها السلام عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق أن المُدَارسة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين جبريل عليه السلام كانت ليلًا، يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلًا، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر؛ كما قال تعالى: ” إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ” المزمل: 6. أما حال السلف مع القرآن في رمضان:  فكان الإمام الشافعي رحمه الله: قال عنه الربيع بن سليمان: “كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة يقرأها في غير الصلاة”. وكان الحافظ ابن عساكر رحمه الله: “يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، وكان كثير النوافل والأذكار، ويحاسب نفسه على كل لحظة تذهب في غير طاعة”. وكان الإمام البخاري رحمه الله: يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.

من موقع الالوكة الإسلامي