في رحاب القرآن.. تيجان الرحمان

في رحاب القرآن.. تيجان الرحمان

– تاج الكرامة وتاج الوقار وتاج الملك: فهذه التيجان الثلاثة كلها ستمنح لصاحب القرآن الملازم له؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يَجِيءُ صاحب الْقُرْآن يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ القرآن: يَا رَبِّ حَلِّهِ أي ألبسه الحلية فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً” رواه الترمذي. كما أن تاج الوقار سيمنح أيضًا للشهداء، والجهاد ذروة سنام الإسلام، مما يؤكد على شرف الحصول على مثل هذا التاج العظيم القدر؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سبعَ خِصَالٍ: أن يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ من دمه، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، ويحلى حلة الإيمان، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْه خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ” صححه الألباني.

– أما الصنف الثاني من التيجان، فإني أعيذك بالله منها؛ لأنها تيجان شيطانية، يمنحها الشيطان لبعض أوليائه، فيتشرَّف لها كل شيطان أوقع مسلمًا في كبيرة من كبائر الذنوب، ولكن من الذي سيحظى منهم بذلك التاج؟ دعونا نسمع ما قاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن مخطَّط إجرامي شيطاني يحدث يوميًّا ضد المسلمين بالذات. فعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا أصبح إبليس بَثَّ جنوده فيقول: من أخذل اليوم مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيجيء هذا، فيقول: لم أزل به حتى طلَّق امرأته، فيقول: يوشك أن يتزوج، ويجيء لهذا، فيقول: لم أزل به حتى عقَّ والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت، ويجيء هذا، فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج” صححه الألباني.