تلاوة القرآن الكريم لها فضل عظيم في رمضان، وأجر كريم، فهي التجارة الرابحة مع الله عز وجل التي لا يضيع ثوابها، ولا يبور جزاؤها؛ قال تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ” فاطر: 29. ومن فضل هذه التلاوة أن بكل حرف تقرؤه من كتاب الله حسنة والحسنة بعشر أمثالها؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ”، ولكي نحصل هذا الجزاء كاملًا وافيًا يحسُن بنا أن نلتزم بالآداب والنصائح التالية:
– أن نقرأ القرآن على طهارة: فهذا أول أدب من آداب التلاوة، وهو المتناسب مع جلال القرآن الكريم وعظمته، إننا نتلو كلام الله عز وجل الذي أنزله على عباده؛ ليكون هداية لهم، فهو أعظم كلام وأشرف هَدْي، لذلك ينبغي أن نكون على أشرف الأحوال وأكملها من طهارة البدن والثياب.
– أن نستقبل القبلة: إننا عندما نستقبل القبلة فإننا نستقبل وجه الله عز وجل؛ وعندما نقرأ القرآن الكريم فإن الله يكلِّمنا بكلامه، ويخاطبنا بحديثه، فإن هذا الاستقبال يجعلك تستحضر وقوفك بين يدي الله، وهذا له أثرٌ كبير في خشوع القلب وسكون النفس عند التلاوة.
– اختيار المكان: الغرض من التلاوة هو خشوع القلب، والفَهم والتدبر للآيات، وهذا لا يتأتَّى إلا في الأماكن التي لا ضوضاء فيها، ولا جلبة وصياح، لذلك ينبغي اختيار المكان الذي لا يتشوش فيه فكرُك، ويتشتت فيه عقلُك.
– اختيار الأوقات المناسبة: اختر الوقت المناسب الذي تشعر فيه بهمَّتك ونشاطك، وإقبالك على تلاوة القرآن الكريم، وكذلك ينبغي اختيار الوقت الذي تشعر فيه بفراغ ذهنك؛ حتى تستطيع تدبُّر آيات القرآن الكريم وفَهْم معانيها، واستشعار حلاوتها، وأفضل هذه الأوقات هي ساعات الليل؛ حيث الهدوء والسكون التام الذي يعينك على تدبر الآيات، وقد أرشدنا الله عز وجل إلى ذلك؛ حيث قال ” إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ” المزمل: 6.
من موقع الالوكة الإسلامي