في رحاب السيرة النبوية.. هديه صلى الله عليه وسلم في بيته

في رحاب السيرة النبوية.. هديه صلى الله عليه وسلم في بيته

 

مما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول الإنسان بيته أن يذكر الله تعالى. قال جابر رضي الله عنه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله. قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء” رواه مسلم. ويسلم الداخل بيته على أهله، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم على الصبيان والنساء، فسلام الرجل على زوجته وأبنائه من باب أولى. وإن الألفة بينه وبينهم لا تمنع ذلك، بل إن ذلك عامل من عوامل زيادة الألفة. وينقل لنا أنس بن مالك رضي الله عنه مشهدًا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند زواجه بزينب قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: “السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله” فقالت: “وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك، بارك الله لك. فتقرَّى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم” متفق عليه. وهكذا كانت طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهله، معاملة فيها كل الود والاحترام والتقدير.

وإذا كنا بصدد الحديث عن البيت، وهو مكان المبيت والنوم، ناسب أن نتحدث عن كيفية نوم النبي صلى الله عليه وسلم. عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوسد يمينه عند المنام، ثم يقول: “ربِّ قني عذابك يوم تبعث عبادك” رواه الترمذي. وعن أبي قتادة قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر، فعرَّس بليل، اضطجع على يمينه، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه”. رواه مسلم. وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين” متفق عليه.