بلغ حب النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار مبْلغاً أن تمنى أن كان واحداً منهم، حتى أن البخاري جعل باباً في صحيحه بعنوان: “باب حب الأنصار من الإيمان”. وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأيام أوصى أصحابه وأمته بالأنصار، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “.. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي “بطانتي وخاصتي”، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم”. رواه البخاري. وقبيل موت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام أكد على إحسان الظن بالله وأوصى به، فعن جابر رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” رواه مسلم. ولذلك يُستحب لمن حضر أحداً في مرضه قبيل موته أن يكثر له من آيات وأحاديث الرجاء في الله وسعة رحمته، قال ابن حجر: “وأما عند الإشراف على الموت “الاقتراب من الموت” فاستحب قوم الاقتصار على الرجاء، لما يتضمن من الافتقار إلى الله تعالى، ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذر، فيتعين حسن الظن بالله برجاء عفوه ومغفرته، ويؤيده حديث: “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله”. كذلك الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، وكانت قُرَّة عين النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ومع ما كان به صلى الله عليه وسلم من ألم ووجع من شدة مرضه قبيل وفاته، فقد أوصى بالصلاة كثيراً، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: “كانت عامَّة وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، وما ملكتْ أيمانُكم، حتى جعل يُغرغِر بها في صدره وما يُفيض بها لسانه” رواه أحمد. وعن علي رضي الله عنه قال: “كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم” رواه أبو داود. وقال ابن الأثير: “كان آخر كلامه: الصلاة وما ملكت أيمانكم”.