في رحاب السيرة النبوية.. عصمته صلى الله عليه وسلم من لهو الشباب وفعل الجاهلية

في رحاب السيرة النبوية.. عصمته صلى الله عليه وسلم من لهو الشباب وفعل الجاهلية

من المعلوم أن المجتمع والبيئة التي نشأ فيها النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع ما فيها من شرك ووثنية وأخلاق جاهلية ـ وُجِدَ فيها قليل من الحنفاء الذين وحدوا الله تعالى، وعاش فيها أناس كرماء وأوفياء، عُرِفوا بالعفة والتنزه عن الفواحش، ولكن لم يوجد في هذه البيئة أو غيرها إنسان جمع الله تعالى فيه كل هذه الصفات الحسنة وغيرها مثل ما جمع ذلك في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فلا يملك من تدبر وقرأ ـ بإنصاف وتجرد ـ سيرته صلى الله عليه وسلم إلا أن يدرك أن الحفظ الرباني والإعداد الإلهي هو الذي كان وراء كمال عقله وأخلاقه، وبراءته من كل نقائص ومثالب بيئته التي نشأ فيها، قال الله تعالى: “اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ” الأنعام:124، وقال: “وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” المائدة:67.. قال القاضى عياض: “واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه، لا في جسمه بأنواع الأذى – كالجنون والإغماء -، ولا على خاطره بالوساوس”. وقال ابن هشام في السيرة النبوية: “فشبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يكلؤه ويحفظه، ويحوطه من أقذار الجاهلية، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أنْ كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، حتى سمي في قومه الأمين ، لِما جمع الله فيه من الأمور الصالحة”.