في رحاب السيرة النبوية.. عالمية السنة النبوية

في رحاب السيرة النبوية.. عالمية السنة النبوية

إن رسالة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فهي رسالة عالمية جاءت للعَالَمِين من الإنس والجن، وإلى آخِر الزمان، فهي صالحة في كل مكان وزمان، وتتخطَّى حواجز الجنس واللون والبيئة والزمن، والفوارق العارضة الأخرى.

الأدلة من القرآن:

– قوله تعالى: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ” سبأ: ٢٨. وكلمة: ” كَافَّةً ” تشمل جميع الناس؛ الأحمر والأسود، والعربي والعجمي، فهي جامعةٌ لهم، تكُفُّهم عن الخروج منها، وتُلزِمهم بها. وقوله تعالى: ” قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ” الأعراف: ١٥٨. وقوله تعالى: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ “. الأنبياء: ١٠٧. قال الرازي رحمه الله: لفظ “العَالَمين” يتناول جميع المخلوقات، فدلَّت الآية على أنَّه رسولٌ للخَلْقِ عامَّةً إلى يوم القيامة.

الأدلة من السُّنة:

– ما جاء عن جَابِر بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما؛ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي” وذَكَرَ منها: “وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً” وفي رواية: “كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ” فقوله: “كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ” يدل على أنَّ جميع الأنبياء السابقين دون استثناء كانت رسالتهم خاصةً لأقوامهم، وأنَّ رسالته صلى الله عليه وسلم جاءت عالميةً للناس جميعًا، وهذا مما انفرد بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن سائر الأنبياء.

– دليل الإجماع: أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الإنس والجن كافة إلى يوم القيامة. ومن مقتضيات عالميَّة رسالته صلى الله عليه وسلم أن تكون سُنَّتُه صلى الله عليه وسلم عالميةً، يلتزم بها البشر جميعًا في كلِّ مكان وزمان؛ لكون سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم هي هديه وطريقه ومنهجه الذي بيَّنه له الله تعالى، وكلُّ مَنْ أراد إرضاء الخالق سبحانه فعليه أن يلتزم بهديه صلى الله عليه وسلم ويتَّبع سُنَّته، قال تعالى ” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ” آل عمران: 31.