في رحاب السيرة النبوية.. صور من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم

في رحاب السيرة النبوية.. صور من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم

لمّا قدِم عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مفاوضا للنبي صلى الله عليه وسلم من طرف قريش وحلفائها، قال واصفا ما رآه من حب الصحابة وتعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ” والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ رأيت ملكا قَطْ يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ” رواه البخاري.
واستأذن أبو بكر الصديق  رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقال له: ” لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً ” ، فلما أذن الله عز وجل لنبيه بالهجرة قدم على أبي بكر يخبره بالأمر فقال له أبو بكر: ” الصحبة يا رسول الله “. فقال له: ” الصحبة”، تقول عائشة  رضي الله عنها ” فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ” رواه البخاري .وفي طريق الهجرة كما ذكر ابن القيم في زاد الميعاد، ” أن أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار، كان يمشي بين يديه ساعة، ومن خلفه ساعة، فسأله، فقال: أذكر الطلب “ما يأتي من الخلف” فأمشي خلفك، وأذكر الرصد “المترصد في الطريق” فأمشي أمامك، فقال صلى الله عليه وسلم ” لو كان شيء أحْبَبْتَ أن تُقتل دوني؟ ” ، قال: أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار، فاستبرأه”.