في رحاب السيرة النبوية.. خلق التواضع

في رحاب السيرة النبوية.. خلق التواضع

عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه. وتربى نبينا صلى الله عليه وسلم ككل الأنبياء على التواضع؛ ومن ذلك رعيه الغنم وتحدثه بعد نبوته بذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بعث الله نبينا إلا وقد رعى الغنم وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط” رواه ابن ماجه وصححه الألباني، قال أهل العلم: رعي الغنم عمل ارتضاه الله لأنبيائه. وفيه تربية للنفوس على التواضع والخضوع لله تعالى.

ومن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم تواضعه مع الضعفاء والأرامل والمساكين والصبيان. عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم” صححه الألباني، يأتي ضعفاء المسلمين. فلم تشغله النبوة ومسؤوليته تجاه أمته، ولا كثرة المهام التي يقوم بها من أن يجعل للضعفاء والمرضى نصيباً من الزيارة والعيادة واللقاء. “كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم” صححه الألباني. وفي رواية: “كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم” صححه الألباني.

إنك ترى في عصرنا هذا من يترفع عن السلام على الرجال الكبار فكيف يكون شأنه مع الصبيان والصغار؟ وإنك لتجد مَن يأنف أن يسلم على من يرى أنه أقل منه درجة أو منصباً، ولعل ما بينهما عند الله كما بين السماء والأرض! ألا فليعلم أولئك أنهم على غير هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: سأل رجلٌ عائشةَ رضي الله عنها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: “نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخصف نعله ويَخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته” صحيح الألباني. وسئلت عائشة رضي الله عنها عما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا دخل بيته؟ قالت: “كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة” رواه البخاري.