عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلمُ آخِرَ أهل النار خروجًا منها وآخِرَ أهل الجنة دخولًا: رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: “يا ربِّ، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتِيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة؛ فإنَّ لك مِثْلَ الدنيا وعشرة أمثالها – أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا – فيقول: أتسخر مني – أو تضحك مني – وأنتَ الملِك؟”، فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً؛ رواه البخاري.
وعن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعرفُ آخِرَ أهل النار خروجًا من النار؛ رجلٌ يخرج منها زحفًا، فيقال له: انطلِقْ فادخل الجنة، قال: فيذهب فيدخل الجنة، فيَجد الناسَ قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكرُ الزمانَ الذي كنتَ فيه؟ فيقول: نعم؛ فيقال له: تَمَنَّ، فيتمنى؛ فيقال له: لك الذي تمنيتَ وعشرة أضعاف الدنيا؛ قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملِك؟”، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه؛ رواه مسلم.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريحٌ فكشَفَتْ ناحية الستر عن بنات لعائشة لُعَبٍ، فقال: “ما هذا يا عائشة؟”، قالت: “بناتي”، ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: “ما هذا الذي أرى وسطهن؟”، قالت: “فرس”، قال: “وما هذا الذي عليه؟”، قالت: “جناحان”، قال: “فرس له جناحان؟!”، قالت: “أمَا سمعْتَ أنَّ لسليمان خيلًا لها أجنحة؟!”، قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه؛ رواه أبو داود.