في رحاب السيرة النبوية.. بيعة الرضوان

في رحاب السيرة النبوية.. بيعة الرضوان

بيعة الرضوان بيعة تمت وحدثت في مكانٍ يبعد عن مكة ما بين خمسين أو ستين كيلو مترا يُسَمَّى الحُديبية، وقد بايع المسلمون النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيها على قتال مشركي قريش، لاعتقادهم أنهم قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه. ففي ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة النبوية أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش ليبين لهم أنه وأصحابه يقصدون مكة لأداء العمرة وليس للقتال، فتأخر عثمان رضي الله عنه في العودة، فظن المسلمون أن قريشاً قتلته، حينئذٍ دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى البيعة على قتال قريش، فبايعوه جميعا تحت الشجرة على الموت وعلى ألا يفروا، وذلك فيما عُرِف ببيعة الرضوان. وقد ذكرت كتب السيرة النبوية خبر هذه البيعة بطرق متعددة، وبألفاظ متقاربة، من ذلك ما رواه ابن هشام في السيرة النبوية، وابن كثير في البداية والنهاية: “.. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش، يخبرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته. فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، قال: ما كنتُ لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قُتِل”. وعن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع: “على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال: “على الموت” رواه البخاري، وفي روايتين لمسلم عن جابر رضي الله عنه قال: “لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت إنما بايعناه على أن لا نفر”، وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: “لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر”.