في رحاب السيرة النبوية.. أُعْطِيتُ خمسًا لم يُعطهن أحد من قبلي 

في رحاب السيرة النبوية.. أُعْطِيتُ خمسًا لم يُعطهن أحد من قبلي 

عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي، كانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى كُلِّ أحْمَرَ وأَسْوَدَ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ، ولَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا ومَسْجِدًا، فأيُّما رَجُلٍ أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ بيْنَ يَدَي مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ”.

– “أُعْطِيتُ خمسًا لم يُعطهن أحد من قبلي”؛ أي: أعطاني الله تعالى، فالفعل مبني للمعلوم للعلم بالفاعل، و”خمسًا”: مفعول ثانٍ؛ أي: خمس خصال، “لم يُعطهن أحد من قبلي”.

– “وبُعثت إلى كل أحمر وأسود”: الأسود: العرب والسودان، والأحمر من عداهم من العجم وغيرهم، وقيل: الأسود: السودان، والأحمر من عداهم من العرب وغيرهم، والمراد على كلٍّ من القولين أنه بُعث إلى الناس كما هو ظاهر من قوله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا” الفرقان: 1.

– “وأُحِلت لي الغنائم ولم تُحَلَّ”: ولم تُحَلَّ بالبناء للمجهول من أحَلَّ خلاف حرَّم؛ وهذا مناسب لقوله: “وأُحِلَّت”. ويجوز: ولم تحِلَّ، من حلَّ الشيء خلاف حرم. والغنائم: جمع غنيمة، وفي رواية المغانم: جمع مَغْنَم، وهي ما حصل عليه من قتال الكفار في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.

– “فأيُّما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان” قال العيني في رواية البخاري: “فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ”.

– “ونُصرت بالرعب بين يدي مسيرة”؛ أي: نصرني الله تعالى على الكفار بالخوف الذي يقذفه في قلوبهم، على مدى مسافةٍ يقطعها السائر في شهر، والمسيرة مصدر بمعنى السير، وبين يديها؛ أي: أمامها.

– “وأُعطيت الشفاعة”؛ أي: أعطاني الله الشفاعة العظمى وخصني بها، وهي الشفاعة العامة التي تكون في المحشر حينما يفزع الخلائق جميعًا إليه صلى الله عليه وسلم مؤمنهم وكافرهم؛ ليستريحوا من هول الموقف وكربه!.